مقالات

عماد أحمد سليمان: كيف تثبت الزوجة أن زوجها مدمن ويحق لها طلب الطلاق

الأسباب الشرعية التي بموجبها يحق للزوجة طلب الطلاق

كتبت: ريهام طارق

 

يحدثنا في هذا المقال الأستاذ عماد أحمد سليمان المحامي بالنقض والمحكمة الدستورية العليا عن الإدمان وأسبابه الشرعية التي بموجبها يحق للزوجة طلبا الطلاق .

 

ويعد الإدمان على المواد المخدرة أمر خطير جدا على العلاقات الزوجية وعلى المجتمع، كما تقع الخطورة على المدمن نفسه حيث يصبح بحكم القانون والشرع فاقد الأهلية وأصبح عنصر القوامة والمعاشرة الحسنة التي هي من شروط صحة عقد الزواج شبه مستحيل على من حوله من زوجة وأطفال فكيف يمكن تأسيس أسرة سليمة وصحية مع هذه الآفات.

 

لذلك فإن الزوجة التي تكتشف بعد مدة من الزواج أن زوجها مدمن على المخدرات غالبا ما تسعى إلى الطلاق الذي يبقى حقا لها ما دام أن العشرة الزوجية أصبحت مستحيلة، لذلك غالبا ما تطرح الزوجة سؤال مهم الذي هو الموضوع الأساسي لـ مقالنا وهو عنصر الإثبات بمعنى آخر كيف تثبت الزوجة للمحكمة أن زوجها مدمن تطبيقا للقاعدة الفقهية البينة على من يدعي واليمين على من أنكر وعموما تبدأ مشاكل إثبات الادمان من بداية العلاقة أي من فترة الخطوبة حيث يجب على المرأة التأكد من خلو الرجل من أي أعراض الإدمان ومن حقها مطالبته بفحص يبين عدم تعاطيه للإدمان.

كيف اثبت للمحكمة أن زوجي مدمن عن طريق القرائن الطبية المعاصرة.

 أكد الأستاذ عماد أحمد سليمان أن الأخذ بالقرائن الطبية في إثبات إدمان الزوج له أهمية كبرى. لأن فيها حفظاً للحقوق وتمييزاً للحق من الباطل. والشريعة تسعى لإحقاق الحق وعدم تضييعه والأخذ بالدلائل يحقق هذا المقصد.

 

الدلائل الطبية تنقسم إلى قسمين هما:

 

الأول: ما يفيد غلبة الظن ويقوم على اجتهاد وتقدير الطبيب. و تختلف نتائجها من طبيب لآخر. مثل تشخيص المرض وتحديد سببه والدواء المناسب له.

 

الثاني: ما تصل لدرجة القطع. وتقوم على الحس والمشاهدة. من أهمها نتائج تحليل الدم ولهذا فإنه يمكن للقاضي الاعتماد عليها والقضاء بموجبها.

 

شروط الحصول على النتائج القطيعة للفحوصات الطبية الدقيقة

 أن لا يتم التحليل إلا بإذن من الجهة المختصة.

تفضيل المختبرات التابعة للدولة أو التي تشرف على أن تتوافر فيها الشروط والضوابط العلمية المعتبرة محلياً وعالمياً.

 أن يكون مجرى هذه الفحوصات ذا خلق وعلم وليس له قرابة بأطراف الدعوى.

أن يتم إجراء الاختبارات في مختبرين علميين مع الحرص على عدم معرفة كلا منهما بنتيجة الآخر.

 توثيق كل خطوة من الخطوات والاحتفاظ بالعينات والوثائق. للرجوع إليها عند الحاجة.

ويجيب لنا الأستاذ عماد أحمد سليمان عن سؤال كيف اثبت للمحكمة أن زوجي مدمن، أنه يتم طلب إحالة الزوج قصد إجراء التحليلات الطبية اللازمة من أجل تبيان النتيجة يظهر للقضاء أنه بالفعل مدمن على الممنوعات وبتالي تحكم المحكمة بالطلاق

 

أهم أنواع الفحوصات الطبية المثبتة للإدمان

وأوضح الأستاذ عماد أحمد سليمان مسألة إثبات عيوب الزواج عن طريق الفحوصات الطبية هي من إحدى استخدامات القرائن الطبية المعاصرة حيث إنها ساعدت على حل الكثير من القضايا الحاصلة بين الزوجين بسبب ما يدعيه أحد الزوجين من إدمان الممنوعات التي تعد من عيوب الزواج والأصل الشرعي في اعتبار هذه التحاليل الطبية من أدلة إثبات الإدمان الرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص في هذا المجال باعتباره خاص بفئة محددة هم الأطباء والمختبرات الخاصة بـ التحليلات الطبية.

ولهذا سنحاول الوقوف عند أهم التحليلات الطبية التي يمكن للمحكمة اللجوء للتأكد من ادعاءات الزوجة أو نفيها.

 

تحاليل الدم

يعتبر فحص الدم إحدى الطرق العلمية الشائع استعمالها في الكشف عن الإدمان لدى كل من الرجل والمرأة، حيث يتم هذا الفحص للمقبلين على الزواج في فترة الخطوبة. أو للمتزوجين عن طريق مجموعة من الفحوصات والتحاليل التي يمكن إجراؤها من خلال أخذ عينة من دم الجسم. ووضعها في أنبوب اختبار. ومن ثم إجراء اختبارات دقيقة عليها وفحص الدم يمكن يعطي لنا نتائج وفي بعض الحالات لا يتبين ذلك. خاصة إذا انقطع عنها لفترة معينة الأمر الذي تكون له نتيجة سلبية على نتائج تحليلات الدم حيث أن في فترة الانقطاع يتخلص الجسم من آثار هذه السموم.

تحليل البول

اختبار البول هو الشكل الأكثر شيوعاً لاختبار المخدرات والكحول. تظهر نتائج اختبار البول وجود أو عدم وجود مستقبلات بعض الممنوعات التي قد يكون الزوج قد تناولها . كما أن هذا النوع من الفحوصات يعطي نتائج يقينية ولو مرت فترة من الوقت لم يتناول فيها المدمن المخدرات أي حتى بعد زوال تأثير الممنوعات.

 

التحاليل الطبية للعاب أو سائل الفم

يقوم هذا اختبار مسحة الفم. من خلال جمع عينة من اللعاب من داخل فم الشخص. وتتميز هذه الفحوصات بكونها أقل تكلفة من الاختبارات الأخرى. ومن السهل أيضاً إدارتها. كما أنها غالباً ما يمكن جمع العينات بسرعة في مواجهة الزوج المشكوك في إدمانه مما يجعلها سريعة وفعالة وما يجب الإشارة إليه والتنبيه له أن اختبارات اللعاب يمكن أن تكشف عن استخدام حديث للغاية. حيث يتراوح من بضع دقائق إلى حوالي 48 ساعة.

 

كيف اثبت للمحكمة أن زوجي مدمن عن طريق اللجوء إلى اليمين الحاسمة

عندما لا تتمكّن الزوجة من إثبات الإدمان بطرق الإثبات المشار إليها فإنه للمحكمة أن تلجأ إلى أداء اليمين محتكمًة إلى ضميرها. يمكن أن تحكم المحكمة قبل فصلها في الموضوع وحول مدى ثبوتية الإدمان خاصة في حالة عدم اقتناع المحكمة الصريح بالتحليل الطبية بأن توجه اليمين الحاسمة للزوجة بأن تقسم بأن زوجها تخلف عن تنفيذ مقاصد الزواج وأنه بالفعل يتعاطى المخدرات الى حد الادمان. ذلك أن كل من وجهت إليه اليمين الحاسمة فحلف حكم لصالحه.

وفي الختام نلخص ما تم ذكره وتناوله في هذه المقالة في استنتاج مختصر وهو أنه فيما يتعلق بسؤال الإثبات في مواجهة الزوج المدمن أمر سهل جدا وذلك بإحالته قصد إجراء التحليلات الطبية اللازمة أو اللجوء الى أداء اليمين من أجل تبيان النتيجة ليظهر للقضاء أنه بالفعل مدمن على الممنوعات وبتالي تحكم المحكمة بالطلاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى