عماد خلاف يكتب شيرين عبد الوهاب.. ضحية نفسها
حكاية شيرين عبد الوهاب لم تنتهي ولن يسدل الستار علي أحداثها بل علي العكس تماما سوف تظل معنا، يتناقلها الجميع بين الحين والأخر لتكون شاهد علي ما وصلت إليه نجمة ملآت الدنيا بأغانيها وأيضا بمشاكلها التي لا تنتهي.
الكل ينهش فيها، الزوج، والأخ، والأم، حتي هي لم تكن قادرة علي حماية نفسها من السقوط، الجميع راح يبحث له عن دور للظهور، كل منهما يخاف علي شيرين كما يقول ويصرح في كل مرة يطل علينا أحدهم.
لكن أين شيرين؟ الحقيقة أنها محطمة وكاره للحياة وتنام في غرفة صغيرة علي سرير بأحد المستشفيات، ما بين التخلص من حياتها وبين التعافي والخروج للناس لقول الحقيقة، أي حقيقة، هل تقول أنها مدمنة مخدرات فعلاً!، أم أنها ضحية حب دمر كل حياتها، أم أن أهلها هم السبب في كل ما وصلت إليه، ماذا ستقول شيرين؟.
لا يهم ماذا ستقول؟ المهم أنها تتكلم تفضفض عما بداخلها، تبكي، ما المانع، تعلن أنها لن تعود مرة ثانية لهذا الزوج، ورغم ذلك تعود، لا أحد يثق في المطربة، المترددة الغير قادرة علي عدم أخذ قرار بالفرار من علاقة تدمر ما تبقي من مشاعرها المحطمة.
المتتبع لتصريحات شيرين عبد الوهاب سوف يصل إلي حقيقة مفادها أنها تقول الشيء ونقيضه، ترفض الحب وتبحث عنه، أنها ضائعة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني، تريد الحب بكل تأكيد لكن لا يوجد هذا المحب العاشق الذي يعطيها الحنان التي تبحث عنه، ورغم ذلك تستمر في خداع النفس، علي أمل التغيير الذي لن يأتي أبدا فلن يغير الإنسان من طبعه طالما يعيش علي وجه الأرض إلا القليل منهم.
هل يصدق الناس شيرين عبد الوهاب مرة ثانية عندما ينعم عليها الله بالشفاء العاجل، بكل تأكيد لأن رصيدها يكفي عند الملايين الذين أحبوها في كل حالاتها، دائما الناس لديهم القدرة علي الصفح والغفران طالما المخطيء تخلص من كل ذنوبه، حتي لو لم يتخلص، ذاكرة العوام في مصر ثلاث أيام كما قال الجبرتي من عشرات السنين، لكن في القرن الواحد والعشرين ذاكرة العوام خمس دقائق علي الأكثر.
مساحة الكره والحب والتأييد والهجوم التي نعيشها الأن علي منصات التواصل الاجتماعي تجعل الجميع يخطيء ويرتكب أسوأ الأفعال ومع ذلك تجد من يدافع عنه، علم النفس يقف حائرا خائباً ليس لديه تفسير منطقي لهذا الظاهرة الغريبة التي تجعل البعض يدافع عن الخطأ بكل استماته، هل كنا قديماً نفعل هذه الأشياء وجاء السيوشيال ميديا وفضحنا جميعا؟.
وكالعادة تكلم الملايين في الفضاء الشاسع مابين مساندة طليقها أو عدم تصديقه، وبين الوقوف بجانب الأخ والأم، الجميع راح يبحث له عن رأي في برامج التوك شو ولا أحد يسأل عن حالة المطربة الصحية، المهم التريند سواء كان عن المطربة المريضة أو زوجها الذي أصبح طليقها وظل يدافع عن نفسه وسقط في الدفاع، ليته لم يتكلم ولم يخرج علي الناس وبقي صامتاً، فلم تشفع كلماته ولم يتعاطف معه إلا القليل من المتابعين.
هل هناك أمل في شفاء شيرين؟ نعم سوف تخرج علينا مرة ثانية، ولكن هل هناك أمل في شفاءها من الحب؟ وهل الحب مرض حتي نشفي منه؟، الشفاء من الحب يأتي عندما نكتشف أن الشخص الذي مليء القلب والعقل يكذب، وينافق، ويكره، ويحقد، ويشتم، ويضرب، ويفعل كل بوسعه حتي يهدم أعمدة الحب السبعة القائمة علي الصدق والاحتواء والعاطفة والمشاعر والمساندة والعطاء وأخيرا التسامح.
علي المطرب طليق شيرين عبد الوهاب أن يختفي من حياتها ويتركها لحال سبيلها، ويعود إلي إلحانه وغنائه بدل لعبه لدور الضحية وترديد إنه ترك عمله من أجل الحفاظ علي مال المطربة الضائعة، أتركها تتنفس وتغني لتعود إلي جمهورها الحبيب الذي وثق فيها وغفر لها كل ما فعلته قديما وحديثا، وأبحث لك عن أغنية تعود بها إلي الجمهور.
شيرين عبد الوهاب لم تتعلم من أخطاءها رغم تجاربها وسنها الكبير في حماية نفسها من المحيطين بها، لكن الفرصة متاحة الأن بعد الخروج من المستشفي والتعافي من أجل البدء من جديد وتظل شيرين عبد الوهاب مثل أغانيها الحالمة والمحبة والرافضة لكل علاقة تدمرها وإلا تعود مرة ثانية لغناء «جرح تاني» ولكن عليها أن تدندن كعادتها «لازم أعيش».