محمد أبو العلا السلاموني المحارب النبيل و رجل القلعة
كتبت: ريهام طارق
أعلنت إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السادسة عشرة لهذا العام برئاسة الفنان محمد رياض،عن تكريمه لـ كاتبا عظيما وأحد قامات الحركة المسرحية والأدب المصري والعربي وهو الكاتب الكبير محمد أبوالعلا السلاموني، و إطلاق اسمه على مسابقة التأليف المسرحي للعمل الأول في الدورة السادسة عشرة ، تكريما وتخليدا لاسم كاتبنا الراحل .
وفي هذا المقال سنتعرف على كاتبنا الكبير عن قرب:
محمد أبو العلا السلاموني روائي وكاتب مسرحي مصري، من مواليد 3 يناير عام 1941 محافظة دمياط، حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس من جامعة القاهرة عام 1968.
ويعتبر السلاموني قامة من القامات المهمة في مجالي المسرح المصري والدراما التلفزيونية المصرية…ويتمتع بسيرة إبداعية كبيرة بما قدمه من أعمال عديدة مخلدة في الذاكرة…ليظل من المبدعين البارزين، لما حققت أعماله من معادلة صعبة فى الإبداع وهي أنها خاطبت عموم القراء والمشاهدين من نخبة وعوام، ولا يزال القراء وجمهور الدراما والمسرح يتذكرون باقة من أهم مسرحياته مثل “رجــل فى القلعـة”من إخراج ناصر عبد المنعم ، “مآذن المحروسة”من إخراج سعد أردش، و”الثأر ورحلة العذاب”، من اخراج عبد الرحيم الزرقانى، و”تحت التهديد” من إخراج محمد متولى، و”ديوان البقر”، من إخراج كرم مطاوع
كتب محمد أبو العلا السلاموني أكثر من ثلاثين عملًا مسرحيًّا تم عرضها على خشبات المسارح المصرية المختلفة منها:”المسرح القومي، الحديث، البالون، الطليعة، الكوميدى، السامر، الهناجر، ميامي، المسرح الجامعى والشباب، مسارح الأقاليم”.
حكم مدح النبي صلى الله عليه وسلم بالمدائح التي فيها غلو لا يصل للشرك
تُرجمت بعض أعماله للإنجليزية والفرنسية منها “الثأر ورحلة العذاب” ترجمها الى الانجليزية دكتوره فاطمه موسى، “الحادثة اللى جرت فى شهر سبتمبر”، ترجمها إلى الفرنسية دكتوره حنان منيب، “زوبة المصرية” ترجمها إلى الفرنسية دكتوره حنان منيب، “المزرعة”ترجمها الى الانجليزية دكتور محمد الجندى.
كما طبعت الهيئة المصرية العامة للكتاب أربعة مجلدات تضم أعماله الكاملة من المسرحيات المنشورة منها:
المجلد الأول ويضم ست مسرحيات: “الثأر ورحلة العذاب – رجل فى القلعة – سيف الله – المزرعة – تحت التهديد – مباراة بلا نتيجة 1993”.
المجلد الثانى ويضم ثلاث مسرحيات:”رواية النديم – مآذن المحروسة – ابو نضارة 1994″.
المجلد الثالث ويضم أربع مسرحيات: “الحريق، أبو زيد فى بلدنا،
الأرض والمغول، زيارة عزرائيل 2003).
المجلد الرابع ويضم خمس مسرحيات: “السحرة، المليم باربعة، امير الحشاشين، ديوان البقر، الحادثة اللى جرت فى شهر سبتمبر 2007”.
ثنائية الشرق والغرب”إبداعات التفرغ بالمجلس الاعلى للثقافة 2008″، وتضم مسرحيتين (زوبة المصرية – المصري وأميرة الفرنجة”
مثلت أعماله المسرح المصري في الكثير من المحافل الدولية منها مسرحية “مآذن المحروسة” من إخراج سعد أردش في مهرجان القاهرة الأول للإبداع العربي سنة 1984، كما مثلت مسرحيته “الثأر ورحلة العذاب”، من إخراج عبدالرحيم الزرقاني، المسرح المصرى فى مهرجان جرش بالأردن سنة 1986.
كتب محمد أبو العلا السلاموني أيضاً للمسرح الخاص الكوميديا الاستعراضية “المليم بأربعة”، و”بحبك يامجرم”، سنة 1990 من إخراج جلال الشرقاوي ، وكتب للدراما التلفزيونية مسلسلات اجتماعية وتاريخية منها:” البحيرات المــرة ، الحب فى عصر الجفاف ، صفقات ممنوعة، رسالــة خطرة ، أحــلام مسروقة ، الورثــة ، المتاهة ، قصة مدينة ، حكاية بلا بداية ولا نهاية ، اللص والكلاب ، كفر الجنون، الفراشات تحترق دائما، نسر الشرق صلاح الدين، زهرة الياسمين ، محمد على باشا، سنوات الحب والملح، المصرى أفندى”، أخرجها كبار المخرجين منهم علوية زكي و حسام الدين مصطفى و محمد فاضل .
كما كتب العديد من الأعمال للمسرح المدرسي، ومسرحة المناهج وكان آخر إصداراته المسرحية بعنوان “بيان للمسرح الشعبي.. نحو تأسيس نظرية للمسرح الشعبي”، الذي صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
حصل الكاتب محمد أبو العلا السلاموني على العديد من الجوائز منها:
_ جائزة الدولة في الآداب عن “النص المسرحي” عام .1984
_ جائزة “وسام الدولة في العلوم والفنون من الطبقة الأولى” عام 1986.
_ جائزة “أحسن نص مسرحي”، من معرض الكتاب الدولي بالقاهرة سنة 1992.
_ جائزة “أحسن نص مسرحي بالفصحى”، من منظمة الأليسكو فى مهرجان قرطاج الدولي عام 1995 .
_ كما حصل على الميدالية الذهبية “لأحسن سيناريو في الدراما التليفزيونية”، من مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون سنة 1997.
_ فاز بجائزة “التأليف”، في مهرجان المسرح المصري القومي الرابع عن مسرحية “تحت التهديد” التي قدمها على خشبة مسرح الهناجر.
تمتع أيضا السلاموني بقدراته الإدارية عبر تدرجه في العديد من المناصب منها مدير عام المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وعضو في اللجنة الدائمة للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، وترأس العديد من المهرجانات المسرحية منها:
_ مهرجان المسرح العربي بالقاهرة عام 2014،
_ مهرجان أيام الشارقة المسرحية عام 2010
_ المهرجان القومي المصري للمسرح عام 2017
تعرض الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلامونى أثناء مسيرته الفنية لتجربة الاعتقال السياسي و اتهامه بالشيوعية وانقطعت أخباره عن أسرته التي كانت تعيش في محافظة دمياط، وكانت إدارة السجن ترفض أن تبلغ عائلتهم باخبارهم أو بمكان احتجازهم، وكانوا المعتقلين يتحايلون على ذلك بكتابة عناوين ذويهم داخل خطابات تشرح وضعهم ويقذفون بها من شباك الزنزانة على أمل أن تقع فى يد أحد الناس فيحملها أو يرسلها لذويهم على العنوان المدون على الورقة، وبالفعل نجحت تلك الحيلة فى أن تصل رسالة من الرسائل التي كان يكتبها ويقذف بها من الشباك فأسرعت الزوجة بتوكيل محام شهير للترافع وهو الأستاذ “زكى مراد”، الذى تم القبض عليه ضمن حملة اعتقالات سبتمبر الشهيرة، فأشار أبو العلا السلامونى على زوجته أن تذهب إلى المحامى الشهير الأستاذ “نبيل الهلالى”، الذى قبل القضية وهو سعيد بذلك وقد نجح فى الإفراج عن المعتقلين.
وبعد مشوار حافل قدم محمد أبو العلا السلاموني من خلاله العديد من الأعمال الفنية أثرى بها الحياة المسرحية على مدار تاريخه الطويل”… واستمرار عطائه حتى لحظاته الأخيرة من عمره…رحل السلاموني في الثامن عشر من شهر يونيو 2023
عن عمر يناهز 82 عاما، إثر أزمة صحية مفاجئة وهو في أحد الاجتماعات داخل المسرح، تاركا لنا إرثا مسرحيا و أدبيا خالدا.
