في كل مرة يظهر فيها اسم الكاتبة سماح الحريري علي أحد الأعمال الدرامية، لابد أن يكون هناك شيئا ما تقوله من خلال طرح الأفكار الجديدة والعلاقات الاجتماعية التي تناسب المجتمع المصري فهي أجدر من ناقش قضايا المرأة من خلال المسلسلات التي كتبتها خلال الفترة الماضية.
تؤمن بأهمية الدراما لأنها قادرة علي الدخول إلي كل بيت، لذلك حريصة علي كل جملة حوارية تكتبها، وعلي كل مشهد يخرج إلي الناس في شكل مسلسل درامي، عشقت الكتابة فتحولت عندها إلى احتراف.
درست في كلية الأداب وبعد تخرجها حصلت علي دراسات عليا في الفلكلور، بدايتها كانت في عام 2002 من خلال أهم عمل درامي وهو “الحقيقة والسراب” الذي شغل الناس كثيراً، بعدها كتبت “أولاد الأكابر” ليكون بطل المسلسل الفنان الكبير حسين فهمى.
لديها 18 عمل فني، كان من بينهم “ساحرة الجنوب”، والقاصرات، ولحظة ميلاد، وأحلام لا تنام والحلال وأيام، وبيت الباشا وأولاد عزام، ودنيا وأحزان مريم وغيرها من الأعمال الدرامية، تعاملت مع أغلب الفنانين والمخرجين، لذلك الكل يطلبها بالاسم لأنها قادرة علي الدخول إلى مناطق جديدة في حياة البشر وتحديدا المرأة.
هل ما حدث في نهاية مسلسل علاقة مشروعة كان منطقي؟
أكيد لأنه في النهاية قتل خطأ، وفي كل الأحوال سوف يخرج عمرو من السجن، وكان لا يريد بهدلة زوجته في التحقيقات والسجن، لأن الذي حصل كان بسببه، ويتحمل المسئولية كاملة لأنه هو من تزوج للمرة الثانية، ومن خلال المشاهد لم تكن زوجته تقصد قتلها بل وقعت دون قصد علي الترابيزة لتموت بعدها.
من يختار اسم العمل الدرامي أنت أم المنتج أم المخرج؟
اسم العمل اخترته بالتشاور مع الفنان ياسر جلال.
شارك الفنان ياسر جلال في مسلسل القاصرات وساحرة الجنوب الجزء الأول والثاني وعلاقة مشروعة هل جاء ذلك صدفة أم مرتب منك ومن المخرج؟
الفنان ياسر جلال اشتغل معي في القاصرات بناء علي ترشيحي أنا، ووقتها لم أكن أعرفه شخصيا وساعتها كانت أراه مناسب جداً لتقمص الشخصية، أما في ساحرة الجنوب كان ترشيح ياسر من خلال المنتج وليس مني.
أما المسلسل الأخير، علاقة مشروعة، هو من أتصل بي وطلب مني فكرة مسلسل، وكان معاية حلقة بحلقة بعد ذلك اتفقنا مع المتنتجة مها سليم وجاء بعدها المخرج، والفنان ياسر جلال من الفنانين الرائعين جداً والقادرين علي تقمص الشخصية.
هل لديك شروط في اختيار الفنانين الذين يشاركون في عمل من تأليفك؟
ليس لدي شروط في الممثلين المشاركين في أعمالي سوي أن يؤدوا الشخصيات كما تخيلتها، والفنان أو الفنانة قادرين علي تقمص الشخصية بشكل جيد حتي تصل إلي المشاهد، ومن الطبيعي أن يتم اختيار الممثلين المناسبين للدور، حتي يصدقنا المشاهد وهذا شرطي الأساسي.
شارك الفنان الكبير صلاح السعدني في مسلسل بيت الباشا والقاصرات هل تدخل في بعض المشاهد والحوار؟
الأستاذ صلاح السعدني أكبر من أنه يتدخل في السيناريو أو يطلب تغيير بعض المشاهد، هذا لم يحدث نهائيا في مسلسل بيت الباشا، أما في مسلسل القاصرات كان يناقشني في السيناريو لأن الدور كان جديد عليه، وكان يقول لي، كيف أتعامل مع الطفلة؟ هل يضحك عليها بأن يأتي لها حلويات أم يأتي لها بلعبة لذلك كان النقاش من أجل أن يعرف الشخصية أكثر ويتمكن من تجسيدها وهذا مهم جدا بالنسبة للممثل، فعندما يفهم أبعاد الشخصية يكون من السهل جدا تقمصها.
من هو المسموح له جعل الكاتبة سماح الحريري تتراجع وتغير في بعض المشاهد والحوار؟
هذا ليس تراجع بل اقتناع بوجهة النظر، ولا يمكن أن يكون عيباً، بل نقاش دائم ومستمر مع المخرج، وغالباً ما يأتي التغير من المخرج، لأنه هو من يجسد العمل علي الشاشة، ويراه من كل جوانبه وحاسس به وفاهم كل صغيرة وكبيرة في السيناريو ويقوم بتجسيد ما جاء في الورق علي الشاشة، والنقاشات والحوارات ما هي إلا لتقريب الرؤي.
مثلا المخرج خالد مرعي كان يقول هذا اللوكيشن لن ينفعني، أو الحوار في المشهد الفلاني لابد أن نغيره ونعدل فيه من أجل الممثل، لأنه غير قادر علي قوله، بالطريقة التي أريدها، أو غير مناسب لتركيبته الشكلية، وهذا سبب منطقي حتي أقوم بتغير مشهد ما.
هل أنت مع المسلسل الذي يحتوي علي ثلاثين حلقة أم 15 وأقل؟
أي كان عدد حلقات المسلسل المهم هو أن يكون جيد وقادر علي شد انتباه المشاهدين من البداية، أما لو ثلاثين من أجل المط والتطويل فلا معني له، وعملت ستين حلقة في ساحرة الجنوب ولم يكن فيه الحمد لله لا مط ولا زهق علي العكس تماماً.
كما كتبت 45 حلقة في مسلسل الأيام علي منصة شاهد وmbc مصر والناس مستنية باقي الـ 15 حلقة الجزء الثالث بفارغ الصبر حتي يتعرفوا ماذا سيحدث؟، بصرف النظر عن عدد الحلقات المهم أن يكون المسلسل يشد انتباه الناس وأن تكون الدراما في العمل غير مصطنعة ولا يوجد بها مط، وطبعا الحلقات الأقل أريح للكاتب من ناحية تكثيف الحدث، وفي النهاية لما تكون عدد الحلقات طويلة، المشاهد لابد أن يمل، وأنا أستحسن عدد حلقات أقل لأنه متعة لي.
هل الفكرة هي من تفرض إذا كان العمل يحتوي علي عدد كبير من الحلقات أم أقل؟
طبعا الفكرة هي التي تحدد عدد الحلقات، وعندما عرض علي الفنان ياسر جلال فكرة علاقة مشروعة كان رأيه أن يكون ثلاثين حلقة، لكن أنا قولت له، لا، لأنها لا تتحمل ولا تستوعب ثلاثين حلقة كاملة، من الممكن أن نعملها ثلاثين لكن لابد من عمل خيوط فرعية وشخصيات ثانوية ومط وتطويل وهذا لن يفيد العمل الدرامي.
كان لك تصريح أن الكاتبة هي الأقدر علي التعبير عن قضايا المرأة إليس هذا تحيزا مع أن تاريخ الدراما في مصر يؤكد أن من عبر عن المرأة كان الرجل؟
طبعا في رجال كثيرون طرحوا قضايا المرأة بشكل كويس، ولكن أنا قولت عندما توجد مشكلة ما تخص المرأة بشكل شخصي فأن المرأة هي أقدر من يعبر عنها، ولم أقل أن الرجالة غير قادرين، بل قلت أن المرأة أكثر قدرة علي التعبير عن مشاكلها وهمومها، وعندما أناقش قضية تخص الرجل فلن تكون بنفس العمق الذي يناقشها الرجل مثله، وهذا ليس تحيزا للمرأة ولكن بكل تأكيد هو المنطق.
ما رأيك فيما يفعله البعض الأن من تكوين ورش السيناريو هل أنت معها أم ضدها؟
الورش مدرسة وأسلوب غربي في الكتابة، ومن وجهة نظري لا تناسب مجتماعتنا العربية لأنها حميمة جداً، والورش فيها تباين ووجهات نظر، وأنا أري أن كتابة الورش تحدث فيها غربة، ونفقد جزء من الحميمية في العمل، وهذه ليست مشكلة كبيرة بل علينا أن نعترف أن ما يحدث الأن هو أمر واقع وعلينا أن تقبله.
هل تشاهدي أعمال زملاءك من المؤلفين؟
من المؤكد أنني أري أعمال زملائي، ولابد من أخذ فكرة عن المسلسلات التي يتم عرضها، وفي رمضان الماضي تابعت مسلسل “كامل العدد” وهو رائع، وأيضا مسلسل جميلة لأنني أعز المؤلف أيمن سلامة وأيضا المخرج سامح عبد العزيز، وتحت الوصاية لمني زكي، و”تغيير جو” لمنة شلبي، لأني بحبها جدا، ودنيا سمير غانم، وتابعت جزء من مسلسل تايسون لمحمد ممدوح والمخرجة كانت هايلة جدا.
جربتي الكتابة الكوميدية أم لا؟
لم أجرب الكتابة الكوميدية ولم أحسها معي، ولا أعرف غدا ماذا سيحدث؟ ممكن أكتب كوميديا، الله أعلم.
لماذا كل أعمالك مسلسلات درامية؟
حبيتها أكثر وهي مناسبة لتركيبتي المحافظة بعض الشيء، وطبعا المسلسلات تدخل البيوت، لذلك أنا حريصة جداً علي كل كلمة أكتبها علي لسان أبطال المسلسل، ولا يجوز الخروج علي عاداتنا وتقاليدنا.
أين أنت من كتابة أفلام سينمائية؟
في الفيلم السينمائي تكون السيطرة والسطوة للمخرج أكثر من الدراما، كما أن حرية الصورة تكون أكثر، لذلك أنا أجد نفسي في المسلسلات الدرامية أكثر من الأفلام.
هل تنوين كتابة مسلسل إذاعي أو مسرحية؟
فكرت من فترة، أكتب للإذاعة ولكن للأسف لم يحدث نصيب وأنشغلت بأعمال أخري، ولم أفكر في الكتابة للمسرح الأن، وفي بداية حياتي كتبت بعض الأعمال المسرحية لكن لم تنفذ، ولقيت نفسي في الكتابة الدرامية وكملت معاها.
بالعودة إلي موقع السينما لم أجد تفاصيل عنك لا عن دراستك ولا عن حياتك الاجتماعية ولا أي شيء رغم أن لك تاريخ طويل في كتابة السيناريو هل ممكن نتعرف عليك؟
بدأت كتابة السيناريو في عام 2002، وكان أول عمل درامي لي أيقونة الدراما المصرية، مسلسل “الحقيقة والسراب”، وأيضا كتبت “أولاد الأكابر” لحسين فهمي وكسر الدينا وقتها، وعملت الحمد لله مجموعة من الأعمال الدرامية الناجحة.
وأنا خريجة كلية الأداب قسم اجتماع وانثربوجيا، وحصلت علي دراسات عليا في الفلكلور والتنمية الاجتماعية، والفن بالنسبة لي بدأ هواية وتحول إلي احتراف، ولم أدرسه.
هل هناك عمل تقومين حاليا بكتابته؟
حاليا لم أكتب شيء ربنا يسهل في القريب العاجل.