وصف بالسهل الممتنع، يجمع داخله كل الفنون، كتب القصائد الشعرية ليغنيها مطربي الخليج، راح إلي التمثيل، ومنها إلي التأليف المسرحي والإخراج والنقد، لم يترك أدب الطفل بل وضع قلمه لينسج أجمل الحكايات، هو سبع صنايع ولكن لم يكن البخت ضائع أبدا لا سمح الله، بل هو صاحب تجربة فريدة اجتمعت فيها كل مقومات النجاح والتألق، يؤمن بوطنه السعودية في التقدم والرخاء، يحمل داخله كل مشاعر الحب لكل قطعة أرض في الوطن العربي، هو سعودي الجنسية لكنه عربي بالفطرة أنه الدكتور سامي الجمعان.
وفي ظل هذا الحراك الثقافي المهم في المملكة العربية السعودية كان لابد أن نقترب من صناع الوعي في هذا الوطن المليء بالطاقات الإبداعية ونتعرف من الدكتور سامي الجمعان علي الكثير من الجوانب المهمة سواء كانت حياته الإبداعية الخاصة أو علي مستوي الوطن.
الدكتور سامي الجمعان، أستاذ مشارك في قسم الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة الملك فيصل بمدينة الأحساء ورئيس جمعية الثقافة والفنون بالأحساء من عام 2006 إلي 2011ـ وعضو جمعية المسرحيين السعوديين، ونائب رئيس جمعية المسرح والفنون والإدائية بالمملكة العربية السعودية، وعضو اللجنة الاستشارية بمهرجان عكاز وعضو اللجنة الاستشارية بمهرجان الجنادرية، وعضو باللجنة العليا بمهرجان شرم الشيخ المسرحي الدولي بمصر، وعضو لجنة السياحة والتنفيذ بالغرفة التجارية بالأحساء بالمملكة العربية السعودية.
ما رأيك فيما يحدث في المملكة العربية السعودية من دعم واضح وصريح للفن والفنانين؟
حينما تحدثني عن دعم المملكة العربية السعودية للفن في هذه المرحلة فهذا طبيعي جدا فالمملكة تعيش حالة تحول علي جميع المستويات وهذا التحول منبثق من رؤية تعيشها المملكة تريد أن تحققها في مدة زمنية محددة من عشرين إلي ثلاثين، والدعم يأتي علي اعتبار أن الفنون أصبحت لها قيمتها في تشكيل الحياة الاجتماعية والثقافية ولم تغفل الدولة الجانب الاقتصادي بل كل يسير في خطا واحدة، فقد لاحظنا أن الدعم الذي قدم للفنون والثقافة أصبح موردا من موارد الدولة الاقتصادية، وهذا التحول يؤكد أن هناك رؤية شمولية تعيشها المملكة لم تغفل من خلالها الفن مطلقاً ولم تجعله جانب للترفيه فقط أنما جانب من جوانب الحياة الأساسية، ينمي الأجيال ويعبر عن أرائهم وأفكارهم ويثقل مواهبهم، هذا الدعم هو دعم حقيقي وواقعي ويأتي في أطار تلك المنظومة الحياتية للمملكة السعودية التي نعيشها الأن.
كيف تري حال السينما السعودية الأن وقبل ذلك؟
علينا أن نقنع أولا بأن السينما صناعة ويلزمها الكثير من الأمور، ولاشك أن لدينا قصور في المملكة العربية السعودية من جانب السينما لكن هذا القصور بدأ يتحول إلي قوة علي اعتبار أن الدولة بدأت تؤسس الأن للسينما، كما اتجهت إلي افتتاح أكاديميات للسينما، وتقيم مهرجانات دولية، لذلك وجدنا أن القاعدة التي كانت تخلو من الشباب بدأت كخلية نحل الأن من جانب السينمائي، ويعمل فيها الشباب السعودي في شتي جوانب السينما من الإنتاج أو التمثيل أو الإخراج أو حتي كتابة السيناريو، ومن هذا استطيع القول أن الواقع الذي نعيشه في أربع سنوات تقريبا حول جانب السينما من شيء مبهم فاتر العمل إلي حراك حقيقي يتضح من خلال كم الإنتاج ويتضح من خلال الأفلام السينمائية التي تخرج من السعوديين ثم إلي المهرجانات العالمية.
هل تصف لنا المسرح السعودي؟
المسرح السعودي وهذا لابد أن نشير إليه ليس وليد اللحظة الحالية التي نعيشها، بل المسرح السعودي له تاريخه وحضوره الكبير وانطلق تقريبا من 1932 من خلال النص المنشود، ثم بدأت تظهر الأعمال الفنية تأليفا وتمثيلا وإخراجا واعتنت الدولة في عام 1973، عندما انشئت حاضنات حكومية للمسرح تمثلت في رعاية الشباب وجمعيات الثقافة والفنون، كما أن وزارة التعليم في ذلك الوقت حرصت علي أن يكون هناك جهة إدارية معنية بالمسرح سواء في المدارس الإبتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، كما أن المسرح السعودي يعيش حالة من الانتعاشة الأن من خلال وجود هيئة المسرح والفنون الإدائية وأيضا جمعية المسرح والفنون الإدائية، وهناك خطة عمل استراتيجية تتبعها وزارة الثقافة الأن لتحويل هذا المجال الفني والثقافي والإبداعي إلي حالة ثقافية مجتمعية بحيث تكون الحالة الثقافية مجتمعه لدي المواطن السعودي.
لا يمكن أن ننسي أن الدولة تتجه إلي إنشاء أكاديمية في المسرح وأرسلت الكثير من الشباب السعودي إلي دول أوربا وأمريكا من أجل دراسة المسرح، لذلك هناك الكثير من المنافسات والجوائز والمهرجانات وأصبح لدينا حضور عربي كبير جدا للمسرح السعودي، ويؤسفني أن أقول أن البعض يقول أن المسرح السعودي غير حاضر وغير موجود وغير فاعل ولهؤلاء أقول لهم رسالة حب أرجوا أن تعيدوا النظر في المسرح السعودي فهذه المقولة خاطئة جدا.
ما هو حال المسرح العربي بشكل عام؟
هذا السؤال يؤخذني إلي حديث شفاف هو أن المسرح العربي يعيش أزمة حقيقية هذه الأزمة سببها الرئيسي قلة الدعم الحكومي أو مخصصات الجانب المسرحي قليلة، والبني التحتية مفقودة في معظم الدول حتي نكون صريحين وأغلب المسارح الموجودة قديمة، ولم نشهد مسارح جديدة إلا في بعض الدول حتي لا أظلم مثل الإمارات العربية وهناك في بعض دول الخليج بينت قاعات للمسارح.
كم أن هناك حالة تقليد تنتاب المسرحيين وهي من أسباب تعثر الحركة المسرحية وتأخذ الكثير منهم في اتجاه نمط مسرحي معين يؤدي إلي طغيانه في الساحة المسرحية العربية، ولكن المواهب موجودة والطاقات علي جميع المستويات من خلال التنفيذ والممثلين والإخراج والمؤلفين كل هذا يتوفر لدي المسرحيين العرب، فقط نحتاج شيء من الدعم الحكومي الكبير الذي يعطي للمسرح قيمته وحضوره في المجتمع.
كتبت مجموعة من المؤلفات المسرحية ما هو أقرب نص إليك؟
الحمد لله التجربة في الكتابة المسرحية قديمة بالنسبة لي أنا كتبت نص وأنا في عمر الـ الستة عشر، وأنا راضي عن النصوص التي كتبتها وقدمتها وربما لو سألتني عن أقرب النصوص هي النصوص التي تدخل في إطار مشروعي التأليفي المسرحي وهو مسرحه الرموز والتجارب المسرحية العربية، هذا المشروع الذي أطلقته في عام 2007 عن طريق أول نص كتبته كنموذج وهو “موت المؤلف” ثم أتي بعده “حدث في مكة” ويوجد نص جديد باسم “احتفاء” وبالتالي هذه النصوص السابقة هي من النصوص المميزة بالنسبة لي في إطار هذا المشروع، ولكن هناك ثمة نص أخر ميلودراما “انتحار معلن” أحب هذه التجربة وأقدرها كثيرا، وهذا نص بالنسبة لي كتبته بشغف وحب وهناك نص أخر فاز بجائزة من وزارة الثقافة قبل سنة تقريبا وهو “ورقة التوت” هذا النص اعتبره نقطة تحول بالنسبة لمسيرتي الكتابية لأنه أتي نتاج وعي وثقافة وقراءة وجانب إنساني عظيم جدا وهو موقفي من المرأة حتي أنني أخذته علي سنوات طويلة وحضارات متعددة ترجمة فيها موقف السيدة أو المرأة.
ما رأيك في الكتابة المسرحية العربية؟
سوف تصدم حينما أقول لك بكل صراحة أن النص المسرحي متفوق حتي علي العروض المسرحية هناك كتاب كثر يكتبنا نصاُ مسرحياُ متفرداُ وليس هذا المرحلة الحالية بل حتي من القديم هناك نصوص مسرحية استثنائية يشار إليها بالبنان، وما نحتاجه نحن أن نسوق هذا المنتج الكتابي بأن نترجمة إلي اللغات الأخري وأن نصرف أموالا حتي يصل إلي الثقافات الأوربية والأمريكية وغيرها من الثقافات الأخري غير العربية ولكن أنا أعتز بالتجربة العربية المسرحية أينما أعتزاز.
كتبت الشعر أيضا ما رأيك في الحركة الشعرية العربية؟
تجربتي الشعرية راضي فيها عن نفسي وبدأت معي منذ نعومة أظفاري خلقها لدي الحي الذي كنت أسكن فيه وكان هناك أصدقاء لي، صوتهم جميل وهناك أخرون يكتبون شعراُ وتأثرت كثيرا بهذه البيئة وهذا السياق الثقافي الاجتماعي فنشأت لدي هذه التجربة الشعرية، الحمد لله حققت نتائج كبيرة جدا من خلال عملي مع الكثير مع الفنانين الخليجيين المعروفين، وأيضا العرب مثل راشد ماجد، وعبد المجيد عبد الله، وأحلام، ورابح صقر، واعتز بأنني سمُيت في هذا المجال بشاعر السهل الممتنع، افتخر جدا بهذا اللقب الذي العديد من الصحفيين علي وربما ميزة قصائدي أنها تكتب كلاما قليلا وتقول معني كثيراً حسب رأي النقاد وليس هذا رأي الشخصي.
كتبت للعديد من المطربين الخليجيين أمثال أحلام الشامسي وجواد العلي ومحمد البلوشي وغيرهم لماذا توقفت عن كتابة الأغاني؟
يظن البعض أنني توقفت عن الكتابة الشعرية وهذا ليس صحيحاً أنا أخذت فترة استراحة وكنت قاصدا عمل هذا حتي أقيم تجربتي الشعرية التي مر عليها أكثر من خمسة وعشرين عام وأكثر، أراجع نفسي وأري المكاسب التي بفضل الله كثيرة وأيضا الخسائر وهي قليلة، وأنظر إلي التحولات التي تحدث في الساحة الشعرية، واستثمرت فترة توقفي بأنشغالي بدرجة الدكتوراة فقلت فرصة أن أقيم تجربتي الشعرية، ولكن مع هذا كنت مستمرا في الكتابة كتبت العديد من القصائد سواء كانت الوطنية أو العاطفية، وخلال فترة توقفي جنيت الكثير من الثمار منها ما هو علي المستوي المادي والاجتماعي والثقافي والشهرة.
شاركت في بعض المسلسلات لماذا اعتزلت التمثيل؟
لقد بدأت ممثلا في المسرح ثم كاتباً ثم مخرجاً وأفرح كثيرا عندما أتذكر هذه التجربة، وأعود للوراء إلي عام 1981 حيث حصلت علي أول جائزة وكانت أحسن ممثل من خلال إحدي المهرجانات في الدمام، بعدها حصلت علي الجائزة الأهم بالنسبة لي عندما مثلت وطني في الشارقة في الإمارات علي مستوي الخليج وحصلت علي أول جائزة لممثل سعودي يحصل عليها، بعدها انشغلت بالنص والإخراج عن التمثيل وكنت أحب هذين المجالين ثم بعد ذلك مجال النقد الذي دخلت فيه وبدأت اشتغل عليه بشكل كبير.
أما بالنسبة للتلفزيون فقد شاركت في ثلاث إلي أربع مسلسلات وحققت شهرة في هذا الجانب لكن الحقيقة لا استطيع أن أواصل في التليفزيون فليس لدي القدرة علي تحمل ساعات التصوير والانتقال من مكان إلي مكان الطويلة، وأنا إنسان ليس لدي هذا الجلد علي ذلك الأمر ورأيت أن ابتعادي هو الأنسب وبالفعل توقفت.
أيهما أقرب إليك الكتابة للأطفال والنصوص المسرحية أم الشعر؟
لست كاتبا للأطفال فقط بل لدي نصوص كثيرة للكبار أيضا والواقع أن كل هذه المجالات أثيرة بالنسبة لي ولا استطيع أن أقول لك أني أخصص هذا الأمر أو أعطيه أكثر من غيره فعندما أتلبس حالة الشعر فأنا شاعر بالدرجة الأولي وعندما أكتب نصا للكبار أيضا أنا كاتب مسرحي للكبار من الدرجة الأولي.
هل يمكن لنا أن نري قريبا عمل سينمائي يشترك فيه كل الكتاب والممثلين العرب؟
اتمني أن يكون هناك عمل سينمائي يضم العرب والممثلين العرب وأمل ذلك.
شاركت في العديد من المهرجانات العربية في المسرح العربي هل لنا أن نعرف أي الدول التي لديها نهضة مسرحية كبيرة الأن؟
من المسرحيين المحظوظين لله الحمد الذين أسهموا وشاركوا في عدد هائل جدا من المهرجانات العربية المسرحية وهذا ربما يعطيني قدرة علي تقييم الحراك المسرحي العربي، يوجد حراك مسرحي في الدول العربية ويتبين لي في دول بعينها حينما اتحدث عن مصر بحجمها وقوتها البشرية أري أن بها حراك مسرحي كبير، وأيضا تونس علي الرغم من قلة الأمكانيات والدعم في هذا المجال إلا أن الحراك المسرحي زاد يومي في حياة الناس وهذا ما يعطي للمسرح التونسي قيمة كبيرة، ولا ننسي الحراك المسرحي في دولة الإمارات العربية هذا لا يعني أن الدول الأخري لا تشتغل ولا تعمل علي المسرح بالعكس هناك عمل كبير جدا في الكويت والمغرب والجزائر والمملكة العربية السعودية ولكن هناك تفاوت من أن يكون المسرح حراكاً يومياً في هذه الدول.
هل يوجد لديك نص مسرحي قريب؟
أعمل بشكل مستمر علي الكتابة المسرحية ويوجد نص مسرحي جديد بعنوان “احتفاء” يتناول تجربة الكاتب المسرحي السعودي ورائد مسرح الطفل السعودي عبد الرحمن المريخي رحمه الله اتناول تجربته بشيء من الممحاكة النقدية والفكرية وأتناول تجربته بشكل إنساني عاطفي، كما أن من يؤثر فيمن حوله يترك بصمة وأثرا وخصوصا أن عبد الرحمن المريخي من الأشخاص الذين أثروا كثيرا ببناء تجربة مسرحية سعودية في الشرقية.
ما رأيك في السينما والمسرح المصري؟
المسرح المصري مهم جداً، له تاريخه وحضوره وطاقاته المتفجرة ومصر كما يعلم الكثيرون رائدة في هذا المجال نتعلم منها في دولنا العربية قاطبة سواء في المسرح أو السينما.