رواية بحر النور للكاتب إسلام علام
قراءة في رواية بحر النور للكاتب اسلام علام، حيث أن رواية بحر النور لها أبعاد متعددة ومتباينة، منها البعد المكاني والبعد الزماني، غير البعد الثقافي الشامل، وجاء إهداء بحر النور لـ اسلام علام “لكل إنسان مازالت إنسانيته فيه فلم ينافق بعد” أو يخالف ضميره ومازال يستطيع التعامل مع الغير بحيادية كاملة.
المحور الرئيس للرواية بحر النور للكاتب اسلام علام
أما عن المحور الرئيس لـ رواية بحر النور لـ اسلام علام؛ تسع شباب وبنات قرروا التغيير، بغض النظر تغيير ماذا؟، فهل قادرون في بلادنا على هذا أم لا؟ كيف سينظر المجتمع لهم؟ كيف ستتعامل معهم الدولة بسلطاتها المختلفة؟
أما البعد المكاني لرواية بحر النور للكاتب اسلام علام تنطلق به بطلتنا الأولى (رواية) والتي أخذتنا في رحلة ممتعة وشيقة في قالب بوليسي من اسطنبول لماردين للماء الأبيض ثم زنجبار عاصمة سلطنة عمان قديما، ثم جمهورية جيبوتي العربية وبعض مدنها وقراها التاريخية، ثم إريتريا ثم جزيرة توتي بالسودان الواقعة بنهر النيل, ثم قرية القصر الإسلامية بالوادي الجديد ثم قرية دلجة, والتي تعد أنموذج للقرى الصعيدية والتي تعاني كغيرها من الجهل والتعصب الديني اللاديني المحرم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية.
أما بطلتنا الثانية (قصة) والتي أخذتنا في رحلة تاريخية مميزة لمركز ديرمواس محافظة المنيا والتي يطلق عليها بلد العسل والدم, وأحداث قطار 18مارس 1918م التي دافع فيها الشعب الصعيدي عن حقوقه ضد المغتصب والمحتل الأجنبي وهذه الأحداث التي مهدت لثورة 1919م على حد قول أستاذنا العقاد, وأبطالها الذين الذين أعدموا خسة ودناءة بلا أدنى رحمة من قبل الإنجليزا.
البعد الزماني لرواية بحر النور للكاتب اسلام علام
أم فيما يخص البعد الزماني للرواية البحر النور للكاتب اسلام علام بداية من الانقلاب الأول في تاريخ الإسلام والنكسة الكبرى الأبدية التي أدخلتنا في نفق مظلم أبدي, ألا وهي الفتنة الكبرى ثم ما نتج عنها من خوارج وشيعة ومرجئة ثم تشعب كل فرقة بمذاهبها إلى أن ننتهي بالحشاشين الجدد وما يفعلونه الآن في العالم بأسره.
ثم تطرق لتاريخ زنجبار والمحرقة التي أدت إلى مقتل 23 ألف مسلم عربي, ثم قصة تنصير الأميرة سالمة بنت سعيد, ومن ثم تلقي الضوء على الفرقة والمذهب الإباضي.
ثم جيبوتي الجمهوية العربية المسلمة التي ينطبق عليها المثل الروسي صغير ولكن فعله كبير وما تعانيه من فقر وهلاك بالإضافة لنظريتها السياسية الخاصة بالاعتماد على القواعد العسكرية كالقاعدة الأمريكية والفرنسية واليابانية والصينية وغيرها.
ثم اريتريا الدولة والشعب المشتت وأفضل جيش مقاتل في العالم بأسره الذي ظل 10 سنوات يحارب بلا انقطاع صنع خلالها مدن وقرى تحت الأرض، ومدنه الجميلة كأسمرة التي يطلق عليها روما الصغيرة غير ما تعانيه حاليًا من الديكتاتورية والعبودية المبررة أو العبودية الحديثة. وجزيرة توتي ومقاومتها للانجليز بقيادة الزعيم مصطفى خالد وغيرها من أماكن وأحداث كثيرة هذه بعضها.
وأيضا قصة راتشيل كوري أول أمريكية تموت في غزة ومن أجل غزة والتي تستحق بكل شرف أن تكون شهيدة الإنسانية. وأيضا قصة كاريمان خالص أول ملكة جمال تركية في عام 1923 وهو عام سقوط الخلافة العثمانية. ولن نستطيع نسي سكان النيل الذين يسكنون المراكب النيلية, ويمارسوا حياتهم بالكامل داخل هذه المراكب الشراعية البسيطة بل المتهالكة.
وكل هذه الأحداث السابقة تدور وسط صراع الأجهزة السيادية التي يمثل خيرها الصاقر أما شرها فهي النسر.
