
أطفال غزة يتحدثون الآن إلي الله
أطفال غزه يتحدثون الآن مع ربهم..يقصون عليه كيف عاشوا في أعظم مذبحة جماعية، كيف تحولت حياتهم إلي فيلم مرعب و متوحش، خرج عن كل حدود الإنسانية والرحمة تحت ظل الشيطان الصهيوني
أطفال غزه يتحدثون إلي الله الآن.. يشتكون لربهم كيف عاشوا في أعظم مذبحة جماعية، كيف تحولت حياتهم إلي فيلم مرعب و متوحش، تملؤه أحداث مأساوية.. يتكلمون عن ما وصلت له الإنسانية من قسوة و بشاعة، يوصفون كيف جفت قلوب البشر من الرحمة.
كيف سلبوا العدو الصهيوني منهم الأمان وأشعلوا النيران من حولهم، ليعيشوا في دمار و وينتظرون الشهاده في أي لحظة، وهم ولا يسمعون غير صوت القذف، ولا يرون سوى مستقبل مجهول مشوه بالنكبات.
كيف بدلوا حدائقهم رماد يغمرها التراب و الأنقاض و النيران ، لا تشم فيها إلا رائحة الموت والجثث، و هجرت سمائها الطيور واختفت اصواتها وحلت مكانها بكاء وصراخ الأطفال، لتشاهد فيلم رعب ، بشع وكأنه نهاية العالم.
سمعت طفله منذ قليل وهي تحت الأنقاض ، مع محاولات لإنقاذها وعندما سالوا ماذا تريد قالت لهم ماء اريد ماء.سمعت صراخ طفل فقد عائلته بالكامل يطلب من الله أن يلحق بهم.. سمعت صوت أم تصرخ وهي تقول ماتوا الأولاد وهم جوعي، رأيت أب يحمل أشلاء ابنه، رأيت أم تجفف دماء ابنها من على الأرض وتقبله ، رأيت أطفالا قلوبهم خارج أجسادهم ، رأيت طبيب يخرج جنين حي من بطن أمه الشهيدة وهو يسرع لإنقاذ حياته، رأيت زوجا يكتب على كفن زوجته وهو يبكي بحبك يا عمري.
أصبحت وجوههم متشابهة لا تستطيع أن تفرق بينهم الا بالاسم المكتوب على أيديهم للتعرف على جثثهم في حاله الشهاده.
لا تري في عيون الأطفال غير نظره واحده ، نظره مقهور يتسول ابسط حقوقه في الأرض التي وهبها له ربه .
أصبحنا لا نستطيع أن نكمل يومنا بطريقة طبيعية صراخهم دائما في آذاننا.
يارب هم الآن أمام مجتمع ابكم واصم وكفيف، معاق ، ليس لهم إلا أنت و أنت الحق و وعدك حق وكلامك حق وأنت وعدتهم بالنصر ونحن نؤمن بك وننتظر رجوع الحق
هنيئا لمن نال الشهادة منكم ، واللهم ارحم الأحياء منهم فهم تحت رعايتك ورحمتك.. سخر لهم جنود السماء والأرض أنهم مظلومين ضعفاء لا حيلة لهم، ونحن أصبحنا عاجزين لانملك سوي الدعاء.