أخباررئيسية

” الطفل يوسف الفلسطيني ” .. صرخ جوعًا وسقط شهيدًا (تفاصيل)

اشتري الآن بخصومات 50% على الكتب الجديدة والمستعملة كتب للبيع بافضل سعر في مصر

“ماما أنا جعان ماما، بدي آكل ..متخافش حبيبي راح اعمل لك قلاية بندورة”، تروي والدة الطفل يوسف الشهيد قصة إستشهاده ، حيث كتبت: خرجت إلى منزل أم محمود ، جارتي المؤقتة ، بحثاً عن حبّتي طماطم لإسكاتِ جوع يوسف ، حيث أوصيته أن يغلق الباب جيدا ريثما أعود ، فأبوه في المشفى يؤدي واجبه ولا أحد بوسعه أن يذهب غيري ، ذهبت مسرعة ودعوت الله أن يحفظه لي وأغلقت الباب وعدت علي صوت إنفجار وسحابة سوداء حجبت كل شيء لم أجد أبني ولم أجد الباب الذي أغلقت لأحميه.  

 

قصة إستشهاد الطفل يوسف

 

وأستكملت أم يوسف حديثها قائلة: على باب أم محمود طرقت عدة مرات لكن لم يجب أحد، فذهبت إلى منزل آل المقداد ، على الطرف الآخر من الشارع ، وكلي أمل أن أجد حبتي طماطم ليوسف ، حيث أكره أن أبتعد عنه ، لكن البيت لم يعد فيه شيء يؤكل ، أيام الحرب السبعة أصعب من كل شيء. وذكرت أم يوسف أنه دار بينها وبين جارتها الحديث الآتي:  

– كيفك يمّا ، وكيف أولادك ، انشالله ماوصلكم القصف؟  

– والله منيحة ، زي ما بتشوفي ، الله يسترها علينا ياحجة. رددت الجواب لأم مقداد وسألتها عن الطماطم ، الناس في الحرب لا تملك ترف الأحاديث المطولة ، حيث بوسع كل ثانية أن تكون الأخيرة ، أخذت الطماطم وودعت الحجة.  

– ادعيلنا يا حجة ، والله الظروف صعبة زي ما بتشوفي، مابدناش نطلع على الأونروا ، الوضع هناك كتير صعب زي مابيحكوا.  

– الله يسترها عليكم وعلى الناس ، كلها أزمة وبتعدي بعون الله.  

ثم سمعت صوت انفجار كبير..

 كل ما أذكره أن سحابة سوداء حجبت كل شيء، لقد أصبت بالصمم المؤقت بسبب قوة الإنفجار ، لكن شيئا واحداً كان يشغل بالي ، هل يوسف بخير أم لا ؟ ركضت نحو الشارع وأنا أصارع لأخذ نفس بسبب الأتربة والدخان ، زحام كبير في مكان القصف ، والكل يصرخ ويساعد المسعفين لأخذ الضحايا ، وكأنها أهوال القيامة.  

مكتبه العبيكان

“يوسف 7 سنين ، شعره كيرلي وأبيضاني وحلو “

 

وينشر  ما كتبته والدة الطفل يوسف، حيث ذكرت ،كنت أصرخ : ياجماعة شفتو يوسف؟ فيكم حدا شاف ولد صغير هون ؟  

– رد على أحد الأشخاص يما والله ما بعرف ، المصابين راحوا على الشفا إلحقيهم هناك. 

 تذكرت أبو يوسف ، يعمل هناك طبيبا ، لم يعد للمنزل من بداية الحرب ، ركبت في سيارة الإسعاف للمشفى ، كل ما أذكره آخر لحظة قبل إغلاق باب السيارة ، الباب الذي اغلقته على يوسف لم يعد موجودا ، لقد كنت خائفة من أخطار الأرض بغريزة الأم الفطرية فأوصدت الباب ، كيف لأم أن توصد الخطر القادم من السماء حتى الخوف في الحروب يصير مختلفا.  

في الطابق الثاني من مجمع الشفاء صادفت والده ، ببدلته الخضراء ، مرهقاً من أيام الحرب ودوام العمل الذي لا يتوقف ، لقد وهب حياته للناس تلبية للواجب.  

يوسف يوسف.. لم أنطق بأكثر من الإسم ، لقد فٌهم سبب وجودي هنا ، فالناس لا يأتون للمشفى للتنزه. بدأت رحلة البحث عن يوسف “يوسف 7 سنين ، شعره كيرلي وأبيضاني وحلو ” هكذا كنت أكرّر الأمر على كل من أصادف ، طبيبا أو صحفيا أو مصابا ، لا يهم ، كل ما أريده هو معرفة مكان يوسف وبعد عدة أدوارٍ والبحث في عدة غرف تعبت، حاولت قدماي رفعي لكن خوفي كان أثقل ، فارتميت على أقرب مقعد. بينما ذهب أبوه يبحث مرت حياة يوسف أمام عيني ، رزقت به بعد سنوات من الزواج ، كان بمثابة النعمة في حياتي ، لكنه كان جميلاً كالقمر ، فعوض وجوده كل حرمان ، فسميته يوسف ، ربيته وكنت أتنفس به ، كل يومٍ من حياتي كان سعادةً جديدة ، وأنا أرى يوسف يكبر بين يدي ، صار يوسف يلعب ويتكلم ، وحان وقت دخوله للمدرسة هذه السنة، لقد كان ذلك صعباً على ، كيف سيكون بوسعي أن أفارقه لثمان ساعاتٍ كل يوم ، انتظرته أمام الباب كل يوم ، استقبله بحضني وبقلاية البندورة التي يحب. 

 

أم يوسف: “ربيته بحب وكان العطاء الذي عوض حرماني”

 

وبحسب تصريحات والدة الطفل الشهيد “يوسف” ، يسرد  باقي القصه، حيث كتبت أم الشهيد : اتركوني لوحدي ، سمعت أبو يوسف ينطقها بوجع ، قفزت نحوه وأنا أصرخ يمكن مايكونش هو ، لقد كنت أحاول، لكنه ولده ويعرفه ، لايخطئ الأب في توقع مستقبل ابنه، فكيف بالتعرف على ملامحه.  

حينها عاطفة الأم أخبرتني، لقد انتهى كل شيء، أردت لحظة وداع أخيرة لكنهم منعوني، أرادوا مني أن احتفظ بصورته الجميلة في مخيلتي ، يوسف الأبيضاني بشعره الكيرلي، قبل أن تشوهه صواريخ الاحتلال. 

لا أعرف لمن أكتب ، لكن حزني كأم غير قابل للترجمة ، فكيف أعبر وكيف أشرح سنين صبري لقدوم يوسف ، لقد كان يوسف العطاء الذي عوض حرماني ، فمن يعوض حرماني من يوسف. 

 

والدة يوسف: “أغلقت الباب لأحميه فرحل هو والباب” ..رحل وهو جائع

 

لقد ربيته بحب ، حرمت نفسي لأعطيه ، وتحملت الألم والمعاناة ليعيش كطفل طبيعي كأولادكم ، أغلقت عليه الباب لأحميه ، فرحل هو والباب ، كيف للأم أن تحمي إبنها في الحرب. 

 لقد انتظرت يوسف على الباب ليعود من المدرسة كل يوم ، كيف لي أن أنتظر بعد الآن ويوسف لم يعد موجودا ،لقد رحل يوسف وهو جائع. 

اظهر المزيد
آلاف الكتب المستعملة والناردة والقديمة والجديدة اشتري الآن بخصومات 50% على الكتب الجديدة والمستعملة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
hatori77 hatori 77 hatori77 hatori77 hatori 77 akun slot gacor hatori77 taruhan bola slot online akun slot gacor slot gacor sepak bola