ونحن نحتفل بالذكرى التاسعة لـ 30 يونيو، نستعرض سويا ذكريات أهالي المنوفية خلال 18 يوما وأكثر تظاهرات واعتصام أمام ديوان عام المنوفية حتى رحل الإخوان وما تحمله أهالي المنوفية من تبعات لهذا الصمود، نتذكر معا دور السيدات المبهج في الاعتصام والمداومة على التواجد أمام الديوان للتخلص من النظام الفاشي الذي انشغل بتمكين أعضاء الجماعة من مفاصل الدولة وتجاهل الشعب والثورة ومطالبها.. «اليوم الجديد» يرصد لكم بعض المشاهد من 30 يونيه في المحافظة
تمرد ماقبل 30 يونيه
قبل 30 يونيه بشهور كانت الحراكت السياسية والأحزاب دائمة التظاهر اعتراضا على نهج مرسي وتنفيذه لسياسات جماعته، أمام ديوان عام المحافظة وذلك بإستخدام الحواجز المرورية ، ورسموا عدد من الرسوم الجرافيتى على حوائط المحافظة التى ترفض أخونة الدولة منها ” يسقط يسقط حكم المرشد ، ممنوع دخول الإخوان ، إنتخاب محافظ المنوفية ، ثورة ضد المرشد .
وكانت المنوفية أولى المحافظة التى شاركة فى حملة تمرد، وخرج أعضاء الحملة يجوبون المراكز لجمع توقيعات لسحب الثقة من مرسي ونظامه، وبالفعل تمكنت تمرد المنوفية من جمع مايقب من 2 مليون استمارة،
وبعدها نزل المتظاهرون إلى الميادين والشوارع باختلاف انتماءاتهم للمطالبة برحيل نظام الإخوان، رافعين لافتات «ارحل» لمحمد مرسي.
زفة الخروف
بدأ المتظاهرون في التوافد والزيادة يوما تلو الآخر، وفي أيام الجمعة تتزايد الأعداد بقوة وتنضم مسيرات من القرى والمراكز للاعتصام أمام ديوان عام المحافظة، وقام أهالي شبين الكوم بحمل “خروف حى ” علقوا عليه لافتة كتبو اعليها “المحافظ وصل” تعبيرا عن غضبهم من تعيين محافظ إخواني للمنوفية، ليهتف المعتصمين بهتافات “الخروف أهو ” “ويسقط يسقط حكم المرشد “.
سيدات بـ 100 راجل
كان لسيدات المنوفية دورا بارزا في نجاح 30 يونيه، فتجمع المئات منهن أمام ديوان عام المحافظة منذ اليوم الأول للاعتصام أمام الديوان، وقفت بكل شجاعة دون خوف من اقتحام الإخوان للاعتصام، ورددن هتافات بكل قوة مطالبين برحيل نظام الإخوان، ونظمن مسيرات داخل مدينة شبين الكوم أيضا وفي الأحياء الشعبية ورفضن دخول المحافظ، من بينه مسيدة وقفت بالعصا أمام الديوان تتوعد المحافظ الإخواني شعرواي.
لانش شعراوي
حاول المهندس أحمد شعراوي الذي عينه مرسي محافظا للمنوفية، التواصل مع أهالي المحافظة ودخول الديوان، وكان يعتقد مثل جماعته أنها موجة ضعيفة وستهدأ، لكن الثوار رفضوا دخوله الديوان فأدار شؤون المحافظة من الاستراحة ثم من مركز الإبداع، وحاول أكثر من مرة التفاوض أو الدخول بالقوة لكن المتظاهرين رفضوا وعلقوا له لافتة: ” نرفض أي محافظ إخواني”.
ولم يكتف المتظاهرون برفض وجوده في الديوان فقط، بل هاجموه في مركز الإبداع أكثر من مرة بمظاهرات ومسيرات حاشدة، وكان يحميها حينها شباب الجماعة الذين نطموا كردون بشري أمام مركز الإبداع لحماية شعراوي، وظل الثوار يهاجمونه حتى 30 يونيه، وذهبوا له استراحته في موجة عنيفة، فما كان منه إلا أن يهرب في لانش خلف الاستراحة إلى خارج المحافظة.
منصات المشاهير
توافد كثير من المشاهير لدعم اعتصام المنوفية، باعتباره كان الاعتصام الأول والأقوى في المحافظات، فدعمهم مجموعة من المشاهير في اعتصامهم منهعم جورج اسحاق وممدوح حمزة وشاهندة مقلد ومحمد سعيد إدريس ومظهر شاهين وغيرها من الشخصيات التي أيدت 30 يونيه وناهضوا نظام الإخوان.
انتفاضات عمالية
عمال غزل شبين أيضا لهم دور كبير في نجاح اعتصام 30 يونيه، فبعد انتهاء ورديات عملهم، انضم العمال إلى اعتصام الديوان بعد مسيرة للمطالبة برحيل جماعة الاخوان المسلمين عن الحكم وتسليم السلطة الى الشعب .
حمل المتظاهرون عددًا من اللافتات كتبوا عليها شعارات مناهضة لسياسة الاخوان المسلمين، مؤكدين حينها أن الإخوان لم تعد لهم شرعية فى البلاد وأنه وجب عليهم الرحيل فى هدوء بعيدًا عن الدم .
خيم الثوار
لم يكن ثوار المنوفية ينامون في خيام كبيرة لكنهم كانوا يتبادلون مع بعضهم أماكن النوم، فالبعض يسهر لحراستهم والآخر ينام وهكذا، كان يجمعهم حب لامثيل له على الرغم من اختلاف توجهاتهم، فتجمع شباب الأحزاب والحركات السياسية على هدف واحد وهو رحيل الإخوان، وكانوا ينفقون من أموالهم الشخصية على الاعتصام أحيانا.
قهوة ميمي
يلقبونها اليوم بقهوة الثوار، وهي من أقدم المقاهي في شبين الكوم، مقهى بلدي مساحته صغيره لكنه يتميز بالمشروبات الجيدة وأسعار غير مرتفعة، فلهذا كان يفضل الثوار الجلوس عليها، فمعظم الثوار كانوا يذهبون إليها للراحة قليلا واحتساء مشروب ما، كما أنها كانت تدعم هؤلاء الثوار وتفتح لهم أبوابها دون غضاضة، واحتفل العاملون فيها مع الثوار يوم أن أعلن المشير عبد الفتاح السيسي أنه يوم الخلاص من جماعة الإخوان بعزل مرسي عن الحكم.
يوم الحشد واستعراض القوة
تصاعد الاحتجاجات المناهضة لجماعة الاخوان الجمعة الأخيرة قبل 30 يونيه، وأدى نحو 4 آلاف من أهالي مدينة شبين الكوم صلاة الجمعة أمام ديوان عام محافظة المنوفية ودارت خطبة الجمعة التى ألقاها الشيخ أيمن عبد الله إمام وخطيب بالاوقاف بقرية البتانون حول مبادىء الحكم الرشيد والشورى وهجوم على الجماعة وسياسات الرئيس وأكد أنه لا يكفر أحد وحينما يصف محمد مرسي بفرعون مصر لا ينسحب ذلك على الكفر ولكن يعني أن النظام ديكتاتوري وينفرد بالحكم ونقول أن الشعب يقف خلف القضاء والشرطة والجيش لأنهم ملك الشعب وليسوا ملك
وانطلقت مسيرة حاشدة من ميدان مصطفى كامل بمدينة الشهداء بمشاركة نحو 3 آلاف من أهالى مدينة الشهداء والقرى المجاورة وأعضاء الأحزاب المختلفة و الحركات السياسية والشبابية وذلك احتجاجا على تعيين المهندس ” احمد شعراوي ” مسؤل ملف الأخوات بجماعة الاخوان محافظا للمنوفية والدعوة للنزول فى 30 يونيو لإسقاط الرئيس وحكم الاخوان ، الشهداء وقاموا المتظاهرون بعمل منصة .
ورفع المتظاهرون لافتات حمراء وكروت حمراء مكتوب عليها “أرحل” ، مرددين هتافات “الكذابين الكذابين ضحكوا علينا باسم الدين ، قالوا حرية وقالوا عدالة شفونا خسه وشوفنا ندالة ، دا بيقول عندى شعبية وبيعلى فى الإتحادية.
هذا وأغلق أهالى مركز أشمون بمحافظة المنوفية البوابة الرئيسية لمجلس مدينة أشمون بالجنازير حيث قاموا بنصب أحد الخيام أمام المجلس إعلانًا للاعتصام ، وقاموا بفتح البوابة الصغيرة للمجلس حتى يتمكن الموظفين من الدخول.
كما نظم المئات من اهالى مدينة قويسنا والقرى المحيطة بها بمحافظة المنوفية مسيرات للمطالبة باسقاط حكم الاخوان طافت شوارع المدينة وأغلقوا أيضا مجلس مدينة قويسنا بالجنازير ونصبوا الخيام للاعتصام وعلقوا لافتات ” يسقط يسقط حكم المرشد , ارحل ”
الخلاص والدعم
احتفل المتظاهرون أمام الديوان لمدة أيام بالقرار الوطني الذي اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعزل محمد مرسي، ولم يتوقف المتظاهرون عند هذا الحد، بل بعد انتهاء الاحتفالات عاد المتظاهرون لديوان المنوفية مرة أخرى الجمعة التي تلت فض الاعتصام لأداء الصلاة ودعم الجيش والشرطة في السيطرة على عنف الإخوان.
فشارك عدد كبير من السيدات فى التظاهرات واللاتى حملن أعلام مصر وصور السيسى وأدى المتظاهرون صلاة الجمعة أمام الديوان العام فى حماية الأقباط مثلما حدث فى أيام ثورة 30 يونيه وخطب المصلون الإمام أيمن عبد اللطيف وكانت خطبة الجمعة عن الجيش المصرى وعن ثورة 30 يونيو ونصر الله للمصريين ومطالبة الأهالى بدعم الجيش فى القضاء على الارهاب
كما حلقت ثلاثة من الطائرات الهيلكوبتر التابعة وكانت الهتافات في هذا الوقت: “انزل ياسيسى “”طهر ياسيسى