بريطانيا بلد المناخ الممطر تواجه خطر الجفاف .. تفاصيل
بريطانيا مُهددة بالجفاف بعد إشتهارها بالمناخ الممطر لسنوات ، ذلك بسبب التغيرات المناخية بالإضافة إلى التلوث وعوامل أخرى. وذكرت الرئيسة التنفيذية لشركة المياه في العاصمة لندن “تيمز ووتر”، كاثرين روس أن : “مخزونات المياه في لندن تكفي لثلاثة أسابيع ونصف فقط”، وذلك بحسب تصريحها خلال اجتماع انعقد في أبريل الماضي.
بريطانيا بجاجة إلى 3.5 مليار لتر من المياه الإضافية يومياً
وينشر تفاصيل أزمة المياه في بريطانيا ، حيث ذكر الدكتور لورانس وينرايت، خبير الاستدامة والمحاضر بكلية سميث للمؤسسات والبيئة في جامعة أكسفورد، “أن المملكة المتحدة تواجه مزيجاً غريباً من المشكلات، كلما تعلق الأمر بالمياه، بدءاً من المشكلات المستمرة المتعلقة بالصرف الصحي وتلوث الأنهار المرتبط بها، وحتى الفيضانات ونقص المياه الإقليمية وحالات الجفاف المحلية”.
وأضاف: “بافتراض أنه لم يتم اتخاذ سوى الحد الأدنى من الإجراءات وبقاء استراتيجيات إدارة المياه الحالية دون تغيير نسبياً، فإن تقديرات مكتب التدقيق الوطني تشير إلى أنه بحلول منتصف الثلاثينيات من القرن الحالي، سيبدأ الطلب على المياه في المملكة المتحدة في تجاوز العرض المتاح”.
كما أنه بحلول العام 2050، من المتوقع أن يتجاوز الطلب على المياه في إنجلترا العرض بحوالي 2 مليار لتر يومياً.
وأشار إلى أن “التغيرات المناخية تزيد من تفاقم الأمور”، موضحاً أن “فصل الصيف الأكثر جفافاً والأطول، بالإضافة إلى أنماط الطقس غير العادية في فترات أخرى من العام، يشكل تحديات خطيرة.”.
مٌضيفاً أنه “من المتوقع أن ينخفض هطول الأمطار في أشهر الصيف بنسبة 15 بالمئة بحلول خمسينيات القرن الحالي في المملكة المتحدة”.
وشدد على أن “التوازن بين طلب الأسر والشركات على المياه بالطريقة الفورية المطلوبة وموازنة ذلك مع ضمان استدامة الأنهار والخزانات على المدى الطويل لا يعني توفير إمدادات كافية فحسب، بل يعني أيضاً استراتيجيات إدارة استباقية ومتعمدة. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال مستويات غير مسبوقة من التعاون والتنسيق بين مختلف أصحاب المصلحة المشاركين في إدارة المياه في المملكة المتحدة”.
أثر التغيرات المناخية علي مياه بريطانيا
وعلم م أن المحلل الاقتصادي بصحيفة فاينانشال تايمز، أنور القاسم، قال : لم تعرف بريطانيا والبريطانيون تغيراً مناخياً كالذي يختبرونه الآن، فسبع مناطق من المتوقع أن تواجه إجهاداً مائياً حاداً بحلول العام 2030، وسيرتفع العدد إلى 12 منطقة بحلول العام 2040. حسب الإحصاءات الرسمية البلد بحاجة إلى ما لا يقل عن 3.5 مليارات لتر من المياه الإضافية اليومية بحلول العام 2050 للتعامل مع الجفاف الشديد. الأنهار البريطانية قد تفقد أكثر من نصف مياهها مع حلول 2050.
وأوضح أن البلاد واجهت أزمة مياه في العام 2017 أفضت إلى تعليمات صارمة للاستخدام المنزلي والسقاية. ورغم أن كمية هطول الأمطار تعتبر مقبولة بشكل سنوي إلا أن خطر الجفاف يهدد إمدادات المياه في المدن وسيبقى يتفاقم باستمرار”.
وأضاف القاسم: “لقد باتت الأنهار الجافة مشهداً مألوفاً في البلاد خلال هذا العام، في وقت تتسبب فيه الفترات الطويلة من الطقس والحرارة الشديدة في نقص المياه وارتفاع مستويات استخدامها من قبل السكان”، مردفاً: “في هذه الأثناء سارعت الحكومة لاتخاذ إجراءات فورية”.
وأشار إلى أنه “في نفس وقت المشكلة التي تواجهها البلاد وتعلق الامر بحجم الديون الكبير المستحق على شركات إنتاج المياه”، موضحاً أن الحكومة تدرس إعادة تأميم شركة “تيمز ووتر”، كما أن هناك مشاريع متعددة كلها تتعلق بالأمن المائي للبلاد، لكن تحقيق ذلك قد يستغرق وقتاً طويلاً، إضافة إلى أن مستقبل المناخ قد يغير أي تفاؤل مستقبلي.
وبريطانيا ليست الدولة الوحيدة في أوروبا التي تتطلع إلى إمداداتها من المياه بقلق، لكنها الدولة الوحيدة التي باعت مواردها