يقع دير السيدة العذراء بجبل الطير بسمالوط علي بعد حوالي 25 كم شمال شرق مدينة المنيا، ويعتبر من أهم المزارات الدينية بالمنيا وأحد محطات رحلة العائلة المقدسة بمصر حيث أقامت فيه أثناء رحلتها إلى مصر.
أُطلق على هذا الدير (جبل الطير) حيث يقول المؤرخ المقريزي أن هناك طائر يعرف باسم طائر البوقيرس الذي يشبه طائر أبو قردان وهذا الطائر من الطيور المهاجرة التي تهرب من شتاء وبرد أوروبا إلى دفء شتاء وادي النيل بمصر وكان يتجمع بكميات كبيرة بهذا المكان، كما سُمى أيضاً بدير جبل الكف حيث يُروى أنه أثناء مرور العائلة المُقدسة أمام الجبل كادت أن تقع عليهم صخرة فوضع السيد المسيح كف يده في مواجهة الصخرة فطُبع كفه عليها.
قامت ببناء هذا الدير الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى عام 328م والكنيسة منحوتة في الصخر وقد استبدل السقف الصخري بسقف مسلح وذلك بعمل دور ثان في أوائل القرن العشرين على يد الأنبا ساويرس المتنحي مطران المنيا والأشمونين عام 1938م.
هذه الكنيسة تتبع تخطيط الكنائس البازيلكية حيث تتكون الكنيسة من مساحة مستطيلة تقريباً أبعادها تبلغ 18.10م x 21.60م تقريباً، وهى مقسمة إلى ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين متماثلتين تتكون كل بائكة منهما من أربعة أعمدة صخرية متوجة بتيجان كورنثية.
وتحتوي هذه الكنيسة على مغارة وهى المكان الذي اختبأت فيه السيدة العذراء والسيد المسيح أثناء هروبهم من فلسطين واضطهادهم من قبل الرومان وأقاموا فيه لمدة ثلاثة أيام وبعدها غادروا المكان وتعتبر هذه المغارة من الأماكن المباركة المهمة التي يحرص على زيارتها الزائرون بصفة مستمرة، كذلك تضم مجموعة من الأيقونات التى يرجع تاريخها إلى أوائل العصر المسيحى.