هلع الشراء يفرغ المحلات في إسرائيل من المواد الغذائية
الأرفف فارغة لا يوجد ماء ولا دقيق اختفى من إسرائيل عقب إصدار السلطات أوامر للناس للتزوّد بالغذاء والماء والدواء ما يكفيهم لمدة 72 ساعة كاملة.
الأرفف الفارغة لم يتسبب بها الهلع فقط وخوف الناس من مجهول يحيط بهم، بل هو نتيجة لشلل لوجستي شبه كامل في قطاع الصناعة بسبب التعبئة العسكرية الكاملة التي فرضتها الحرب، إذ استدعى الجيش الإسرائيلي 360 ألف جندي من سلاح الاحتياط، المئات منهم يشغلون مهناً أساسية في سلسلة التوريد، في المصانع والشحن والتوزيع وإدارة قطاع الصناعة. إضافة لأن إقفال المدارس دفع العديد من الأمهات و الآباء البقاء في المنازل لرعاية الأطفال الذين أصبحوا دون رعاية لأجل غير مسمى.
في إطار التعامل مع الأزمة، قال رئيس جمعية المصنعين في إسرائيل، رون تومر لصحيفة “ذا ماركر” الاقتصادية إن “قطاع الصناعة يحاول العمل مع جيش الدفاع ووزارة الاقتصاد للسماح بإعفاء العاملين الأساسيين للاقتصاد من الخدمة العسكرية”، في وقت تواجه فيه إسرائيل تهديدات على عدة جبهات،و أضاف تومر أن أرباب العمل يحاولون “تمديد ساعات العمل للعمال الذين يرغبون في العمل أكثر، وهناك مساعٍ لتوسيع منح تصاريح للعمال الأجانب الموجودين حاليا في إسرائيل بدون عمل، مثل عمال الزراعة في الجنوب”.
قد يدفع الهلع الناس لاكتناز السلع كوسيلة لتخفيف التوتر، لكن مشهد الأرفف الفارغة وحشود الناس المتدافعة في المحلات يغذي التوتر أكثر و يحوّل الهلع لحلقة مفرغة. سعيا لتخفيف الأزمة وتوفير السلع لعدد أكبر من الناس وضعت كبرى سلاسل التجزئة في إسرائيل “شوبرسال” حدّا أقصى لشراء السلع الأساسية في إعلان رسمي: 30 بيضة لكل زبون، 36 لتر مياه و 3 لتر حليب و 2 ربطة خبز.
الجدير بالذكر أن هناك نقص شديد في الأيدي العاملة، الزبائن يهرعون لتفريغ المحل بشكل مستمر من الماء والمكرونة والدقيق والمعلبات والأطعمة الجاهزة، وقد أفرغوا الحمولة القادمة حتى قبل أن ندخلها للمتجر”، ومليء بالتسالي و النقارش التي لا يحتاجها أحد على ما يبدو في هذه الظروف، و استغربنا كذلك أن الموز اختفى! لا يصلنا موز من المورّد حتى”.
ونقلت “ذا ماركر” عن إحدى أكبر سلاسل التسويق في إسرائيل أنها شهدت قفزة بنحو 300% في بيع الخبز وبدائل الخبز والمعلبات وحليب الأطفال، كما سجلت زيادات بأكثر من 200% في بيع الحفاضات والوجبات الخفيفة.
يذكر أن مستوطنات غلاف غزة جنوبي إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الزراعة، وتعد مصدراً أساسياً لتزويد السوق الإسرائيلي بالخضار والفاكهة واللحوم. ويعد تطويرها زراعيا أحد مشاريع حكومة نتنياهو بعد حرب 2014 بهدف تطويرها اقتصاديا وتشجيع الناس على السكن فيها.
استغلال الأزمة وفي مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، تصرخ امرأة إسرائيلية في وجه موظف في “شوبرسال” بسبب ارتفاع الأسعار المتزامن مع الحرب وأزمة التوريد، وإلغاء التخفيضات التي كان من المفترض أن تظل سارية حتى نهاية الشهر الحالي، فيما اعتبرته “استغلالا للأزمة”. من ناحيتها تؤكد روان لـ “سكاي نيوز عربية” أنهم لاحظوا ارتفاع الأسعار المفاجئ كما لوحظ الإبقاء على التخفيضات الخاصة بالجنود فقط.
عقب حالة الهلع التي غزت السوق، اضطر الناطق باسم الجيش لإصدار بيان معدّل يهدئ من روع الناس، جاء فيه أن التعليمات التي صدرت هي بمثابة “توصيات عامة” و لرفع الوعي، لكن الأوان كان قد فات إذ أفرغت المتاجر خلال ساعات معدودة من البيان الأول.