فرنسا حريصة على إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية يضمن الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينين
مع احتدام المواجهات في غزة على مدى أسبوع وما تنذر به من حرب طويلة قد تمتد لدول أخرى في المنطقة، تواصل الدول الغربية حشد الدعم والمساندة لإسرائيل عسكريا وسياسيا، والتشديد على حقها في الدفاع عن نفسها .
رغم وحدة المواقف الغربية، لكن محللين يشيرون لوجود بعض التمايز، ففي حين تنهمك واشنطن ولندن خاصة في إرسال المدد العسكري لإسرائيل، تبدو باريس حريصة وفقهم على الدفع نحو ضرورة البحث في نهاية المطاف عن حل سياسي للقضية الفلسطينية، وفق حل الدولتين وبما يضمن الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينين .
وفي هذا السياق شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، في خطاب بثه التلفزيون الفرنسي، على أن “حماس منظمة إرهابية تريد موت الشعب الإسرائيلي وأن السبيل الوحيد لحل الأزمة هو الضمانات الأمنية لإسرائيل إلى جانب إنشاء دولة فلسطينية”.
وقال ماكرون إن “الرد الوحيد على الإرهاب، الرد الوحيد الممكن، هو دائما رد قوي وعادل”، مضيفا “لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها من خلال القضاء على التنظيمات الإرهابية بما فيها حماس، من خلال ضربات دقيقة لكن مع الحفاظ على التجمعات المدنية لأن هذا هو واجب الديمقراطية”.
وصرح عامر السبايلة من معهد ستيمسون الأميركي للأبحاث وقال بعد زيارة بلينكن لإسرائيل الأمور باتت تأخذ منحى أوضح، فالضوء الأخضر الغربي لإسرائيل بات مفتوحا، والحديث يدور عن أدبيات و توصيفات جديدة وأن ما يجري هو أشبه بالهولوكوست وهو توصيف خطير جدا، فضلا عن توصيف حماس على أنها داعش غزة، والهدف إذن هو العمل والحشد باتجاه تشكيل تحالف دولي ضد حماس.
الدعم الغربي سيتحول لتحالف دولي كبير، كما هو واضح من المواقف الأميركية خاصة، وبالتالي بلدان الغرب تقف نفس المواقف حيال ما يحدث، حتى وإن حاول البعض منها المحافظة على هامش من الاستقلالية النسبية، لكن في الإطار العام الموقف واحد .
واحد .
وأكد الباحث في العلاقات الدولية طارق سارممي أن فرنسا تاريخيا معروفة بـ مواقفها السياسية ضمن الكتلة الغربية و الأطلسية، وهو تقليديا تمايز إيجابي يصب في صالح تغليب لغة الحوار والسلام والشراكات والتنمية، ودعم الخيارات الدبلوماسية لمعالجة الأزمات و الحروب.
وأن الرئيس الفرنسي ماكرون حريص على إعادة التذكير بأصل المسألة وهو وجود قضية فلسطينية عالقة بلا حل، وهو ما يقود لبروز وانتعاش التيارات المتطرفة مثل حماس والجهاد الإسلامي، والتي في حال إقرار سلام عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي فإنها كتحصيل حاصل ستتلاشى وتغيب عن المشهد.
لكن في المجمل فإن ثمة تناغما غربيا واسعا حول ضرورة الوقوف مع إسرائيل، ومنع تدخل أطراف إقليمية أخرى في الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس