غنوة وحدوتة خالدة.. ورحلت أبلة فضيلة جوهرة الإذاعة المصرية
جوهرة الإذاعة المصرية، أمتد عطائها لنصف قرن، حفرت بأدائها الرائع وأسلوبها المشوق أسمها بين ذاكرة أطفال مصر والعالم العربى، تحكى وتعلم، لتستمر حكايات أبلة فضيلة بقوة في مواكبة التطور التكنولوجي لتنسجم مع الإنترنت وتطبيقات الموبايل، فلم يقتصر إبداع أبلة فضيلة على أطفال وزمن مضى ولكن تأثيرها سيبقي خالدا.
استمر تأثيرا الإذاعة الكبير بالشكل الذى جعلها أداة تربية وتثقيف، عابرة للجدران، وكانت أبلة فضيلة من أهم كوادر هذا العصر مع غيرها من عمالقة الإذاعة.
يوضح أن أبلة فضيلة توفيق عاشت عصرا ممتدا مليئا بالأحداث والتفاصيل والتحولات، مثل جيلها المولود فى العقد الثالث من القرن العشرين، وبدأت مشوارها الإذاعى فى مطلع الخمسينيات، وقدمت برامج حوارية استضافت فيها نجوم عصرهم، مثل أم كلثوم وعبدالوهاب والدكتور طه حسين، وغيرهم.
ويشير أن أبلة فضيلة قدمت مثل باقى نجوم الإذاعة النشرات، التى كانت هى أيضا وجبات مهمة ينتظرها المستمعون، مثل صوت أبلة فضيلة ببرنامج الحكايات الشهير «غنوة وحدوتة»، علامة من علامات العصر، مثل المدارس والحصص والألعاب والفنون بالمدارس، وعلق صوت أبلة فضيلة فى أذهان أطفال مواليد الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، وظل «غنوة وحدوتة» أشهر برنامج للأطفال بالإذاعة المصرية فى الوطن العربى، وهناك عشرات الحواديت التى تمثل ليس فقط تسلية وتفاصيل علقت بأذهان الأطفال الذين صاروا اليوم آباء وأمهات بل وربما أجدادا وجدات.
ما تزال تتواصل لتمثل خيطا من الذكريات، حواديت مثل «كوب اللبن»، «بنت الفلاحة»، «الكتكوت الصغير»، «أرنب وتعلب»، «المقشة الصغيرة»، وغيرها من أفكارا تربوية تعمل على التكافؤ والعدل والنظافة بطرق غير مباشرة.
ويوضح أن أبلة فضيلة رحلت فى رمضان، شهر الذكريات والحنين، وقد كانت وسيلة الإعلام الأقوى تأثيرا لما لها من قدرة على عبور الأمية والعجز عن القراءة، وقدمت الإذاعة مئات القصص والمسلسلات التى كانت تقدم بمؤثرات وصوتية، وخيال يناسب ظلام مقبل الكهرباء، وبداياتها كانت الإذاعة تترك مساحة للخيال لاستكمال المسلسل أو الحدث، ومنها أبلة فضيلة وبابا شارو، وحسن شمس «عمو حسن»، وغيرهم من عشرات ومئات الأعمال التى مثلت عصرا لامعا، وتراثا مهما، ويحمل بصمات لعصر، يختلف تماما عن عصر الإنترنت، والذى له خياراته وطريقة التعامل معه ومع ثقافته ومنتجاته إلا أنها من مزايا عصر الإنترنت من حفظ تراث الاذاعه.
ستعيش أبلة فضيلة بالرغم من الرحيل ولها فى كل عقل قصة وصوت لن ينسى، وذكريات ومتعة وثقافة وفن سيظل ينتشر عبر العصور.