كتبت ريهام طارق
يطلق على جنديات المراقبة بالعبرية، “تتسبيتانيوت”، وبالعربيه اسم “عيون الجيش”، مهمتهم هي تقديم معلومات استخباراتية للجنود في الميدان على مدار 24 ساعة في اليوم و 7 أيام في الأسبوع، وتنتمي جنديات المراقبة، إلى سلاح الاستخبارات القتالية و يعملن على طول حدود البلاد، وفي جميع أنحاء الضفة الغربية.
تجمع الجنديات معلومات من خلال مجموعة متنوعة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار الحديثة والخرائط، ويتميزون بقدرتهم علي معرفتهم التامة بكل تغيير صغير يحدث في مساحة 15-30 كيلومترا من المنطقة التي تتحمل كل واحدة منهن مسؤولية مراقبتها، وبمجرد جمع المعلومات، يتم إرسالها إلي قيادة الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك مسؤولي المخابرات الذين يتخذون القرارات التي يجب اتخاذها في هذه الحالة.
قبل ثلاثة أشهر علي الأقل أبلغت جنديات المراقبة اللواتي يخدمن في قاعدة في “ناحال عوز” عن وجود علامات تشير إلى حدوث تحركات غير عادية على حدود غزة المضطربة بالفعل، والتي تقع على بعد كيلومتر واحد منهن، حيث قامت الجنديات في الجيش الإسرائيلي ، بتقديم تقارير و معلومات عن قيام نشطاء حماس بإجراء جلسات تدريب عدة مرات في اليوم، وقيامهم بحفر حفر ووضع متفجرات داخلها على طول الحدود.
وصرحت أحدي الجنديات، إن من تلقوا البلاغات لم يهتموا ولم يتخذوا أي إجراء، وقاموا بتجاهل هذه التقارير، و مع ذلك وفقا لروايات اثنتين من جنديات المراقبة المتمركزتين في قاعدة في كيبوتس ناحال عوز، فإن علامات ما كان سيحدث في 7 أكتوبر لم تؤخذ على محمل الجد على الإطلاق.
روت الجنديتان، ياعيل روتنبرغ ومايا ديسياتنيك، تجاربهما في الأشهر التي سبقت الهجوم وحتى الساعة 6:30 من صباح يوم السبت، 7 أكتوبر، وذكرت روتنبرغ رؤيتها في كثير من الأحيان العديد من الفلسطينيين بزي مدني يقتربون من السياج الحدودي وهم يحملون خرائط معهم، ويقومون بفحص الأرض المحيطة بالسياج و بحفر حفر.
وفي هذا الوقت قامت الجنديات بتبليغ القياده فورا ، والمفاجأة أنهم لم يجدوا رد من قيادتهم سوي “إنهم مجرد مزارعون، ولا يوجد ما يدعو للقلق”.
تروي روتنبرغ أحدي الجنديات في الجيش الإسرائيلي”كنت نائمة عندما بدأ الهجوم، وكنت من بين جنديات المراقبة اللواتي كن في أماكن المعيشة في ذلك اليوم ، وأنا الوحيدة التي نجوت في هذا الاعتداء”.
أيضا تروي ديسياتنيك، أحدي جنديات الجيش الإسرائيلي “كنت بالخدمة آنذاك، وكنت الجندية الوحيدة في القاعدة التي لم تتعرض للقتل أو للاختطاف، وكان الوضع مثير للغضب، تعرضنا للقتل و أخبرنا القيادة بكل هذه التفاصيل، ولكن المؤسف أننا لم نجد اي رد فعل حقيقي وكل ما حدث ما هو الا دليل قوي علي فشل جهاز الاستخبارات الاسرائيلية.
واضافت ديسياتنيك “إن مقاتلي حماس تدربوا عند السياج الحدودي دون توقف، في البداية كانت مرة واحدة في الأسبوع، ثم مرة واحدة في اليوم، ثم كان يتم التدريب بشكل مستمر تقريبا، بالإضافة إلى نقل معلومات حول وتيرة التدريبات الجارية عند السياج، وفي ذلك الوقت قدمت أدلة على محتوى التدريب، التي تضمن كيفية قيادة دبابة وكيفية العبور إلى إسرائيل عبر نفق، ومع تزايد النشاط على الحدود، أدركت أن “الأمر حقيقي ويدعو إلي القلق وانه مجرد مسألة وقت” قبل حدوث شيئ ما.
كما أكدت المجنده يروشالمي أنها عندما أنهت خدمتها العسكرية، لاحظت النشاط المتزايد على حدود غزة في الأشهر التي سبقت تسريحها من الجيش، وعند جلوسها في أحدي نوبات العمل رأت قافلة من الشاحنات الصغيرة، حيث كان هناك أشخاص يتدربون علي إطلاق النار ويتدحرجون و يتدربون أيضا على الاستيلاء على دبابة، وانتقل التدريب من مرة واحدة في الأسبوع إلى مرتين في الأسبوع، من كل يوم إلى عدة مرات في اليوم”.
واكملت قائلة: “لقد رأينا دوريات على طول الحدود، و أشخاصا يحملون كاميرات ومناظير على بعد 300 متر من السياج، و كان هناك الكثير من الاضطرابات، نزل الناس إلى السياج و فجروا كمية هائلة من المتفجرات الجنونية”.
و قالت يروشالمي:” قمت بنقل المعلومات للجهات المعنية، ولكن يبدو أن أحدا من القياده لم يأخذ هذه المعلومات على محمل الجد، لقد رأيت ما كان يحدث، وكتبت كل شيء على الكمبيوتر وقمت بتقديمه الي الجيش الإسرائيلي، و لا أعرف كيف تم التعامل مع هذه المعلومات، ولا أعرف في الواقع ما الذي يفعلونه بها”.
واكدت أحدي المجندات في الجيش الإسرائيلي كانت هناك مؤشرات على ما هو قادم، بما في ذلك نموذج للسياج الحدودي، الذي أقامته حماس لتدريب مقاتليها، مرارا وتكرارا، على تفجير الحدود والعبور إلى الجانب الآخر، وطلب منا قادتنا أن نبلغ عما رأيناه، لكن الجميع تعاملوا مع الأمر وكأنه أمر طبيعي، و روتيني”.
إن غرور الجيش الإسرائيلي لم يتوقع أي أحداث ضده واعمي عيناه عن الحقيقه، فإنه اعمي لا يبصر، وما يساعده علي ذلك مسانده الغرب له ، وادراكه الكامل بعجز وقله الإمكانيات لدي غزه ، مما جعله ياخذ الأمور علي محمل السخريه.
كل ما قراته وكتبته من تفاصيل منذ بدايه أحداث لا تدل الا علي شيئ واحد ضعف وغباء هذا الكيان المتكبر ، وانه خاوي من أي قوه ، ضعيف.. جبان، سهل الانكسار والهزيمه لك الله يا فلسطين.