اعلن معنا الآن
توب ستوري

ذكرى ميلاد سيد الشعر، وحجاب الفقراء… شاعر الحق والخير والجمال 

ذكرى ميلاد سيد الشعر، وحجاب الفقراء… شاعر الحق والخير والجمال

 

 

ياللي اتعميتوا جشع..

.. وجبن

.. وبطر

الاستكانة للمهانة ..

والذمة معدومة..

.. وضميركم حطام

ليل الخيانة ..

.. عمى بصيرة وبصر

والحق نور ..

يجلي العقول والنظر

والشعب رب الدار..

.. ورأيه تمام

 

سيد الشعر، وحجاب الفقراء، سيد حجاب شاعر مصري وزجَّال الاغنيه الدرامية، ولد في مدينة المطرية الساحلية على بحيرة المنزلة 1940، و كان والده بمثابة المعلم الأول له، عندما قرأ أول زجل يكتبه سيد حجاب وهو في الحادية عشرة من العمرعن الشهيد (نبيل منصور)، الذي قاوم اﻹنجليز في مدينة السويس واستشهد، خلال فترة احتلال اﻹنجليز لمصر في القرن الماضي، شجعه والده على الاستمرار في هذا الاتجاه حتى دخل المدرسة وجاء المعلم الثاني في سيد حجاب وهو مدرس اللغة العربية في المرحلة الثانوية، وهو من وجهه للكتابة عن حياة الصيادين، وفي تلك المرحلة كتب القصيدة الفصحى والعامية.

 

التحق سيد حجاب بكلية الهندسة باﻹسكندرية، ثم انتقل ﺇلى القاهرة، وعندما أرسل قصائده ﺇلى صلاح جاهين في مجلة “صباح الخير”، علق جاهين بكلمات قليلة: “تذكروا اسم هذا الشاعر الشاب”. وتحققت النبوءة فعلاً.

 

 

التقي سيد حجاب بالشاعر عبد الرحمن الأبنودي في إحدى ندوات القاهرة ومن بعدها جمعت بينهم علاقة صداقة قوية ثم قدمه فؤاد قاعود إلى صلاح جاهين، الذى سمع منه أول قصيدة فطلب منه قصيدة ثانية، وبعد سماعها دخل صلاح جاهين فى حالة سعادة غامرة واحتضن فؤاد قاعود وقال له: بقينا كتير يا فؤاد، ونشرها صلاح جاهين فى مجلة “صباح الخير”، وعلّق عليها بأنها نبوءة شاعر عظيم قادم، وكانت أول مرة ينشر له شعر فى 1961، وقد صدقت نبوءة جاهين ففي منتصف الستينات من القرن الماضي احتفي المثقفون بأول ديوان له (صياد و جنيه) و بعده انتقل إلى الناس عبر الأثير من خلال مجموعة البرامج الإذاعية الشعرية: “بعد التحية والسلام، عمار يا مصر ، أوركسترا”، وقد كان الأبنودي يقدم معه البرنامج الأول بالتناوب كل واحد 15 يوما وبعد فترة انفصلا فقدم كل منهما برنامجا منفصلا، و شارك أيضا سيد حجاب في الندوات والأمسيات الشعرية و الأعمال التليفزيونية والسينمائية في محاولة للوصول للجمهور و قدمه صلاح جاهين لكرم مطاوع ليكتب له مسرحية “حدث في أكتوبر”، فدخل في نسيج الحياة الثقافية.

 

بدأ الشاعر سيد حجاب في كتابه أغنية الطفل والأغنية الوطنية، حتى تفرغ للأغنية الدرامية، لذلك يعتبر الشاعر سيد حجاب ممن طوروا الأغنية في مختلف أشكالها الوطنية والاجتماعية والعاطفية، ويعد أيضا من أصحاب الرؤية الفكرية، وهي وجهة نظر الشاعر التي تعبر عن الوعي الفكري والروحي للشاعر نحو أفراد المجتمع وقضاياهم وهمومهم، من خلال خلاصات التجربة اﻹنسانية التي عاشها ثقافياً ونفسياً.

 

سيد حجاب كان أحد الشعراء المتفردين فى تناول المفردات واختيار الموضوعات، وكان يميل إلى الأغانى الوطنية والمجتمعية والساخرة أكثر من العاطفية، واستطاع أن يغوص فى المجتمع المصرى ليعبر عن همومه فى أغانيه، ولم تكن كلماته سهلة على أى ملحن، خاصة أن عدداً كبيراً من الملحنين تعوّد على الكلمات التقليدية، كما ساهم سيد حجاب فى تقديم عدد من المطربين ومنهم على الحجار، حيث كان مؤمناً بصوته، وتنوع الكلمات المكتوبة أتاحت لعلى الحجار إظهار إمكانيات صوته وجعلته مطرباً مميزاً وعميقاً ومتنوعاً، كما تميز سيد حجاب بالتنوع الثقافي الشفهي، والذي وضح في أعماله، خاصة في تلك المدونات الشفهية والبصرية.. وتحديداً التراث الشعبي، ومن ثم دخل عالم كتابة الأغنية عبر مجموعة أعمال مسرحية منها: “نرجس وأبو على والبيانولا، وحدث فى أكتوبر”، وكتب “يا طير يا طاير” للمجموعة، من ألحان محمد فوزى، وفى عام 1968 بدأ كتابة الأغنيات الدرامية للتلفزيون ومنها مسلسل “الفنان والهندسة”، ومن أشهر المسلسلات التى كتب أغانيها مسلسل “المال والبنون، وبوابة الحلوانى، وليالى الحلمية’، بخلاف أغاني المسرحيات والأفلام وأشهرها فيلم “الأراجوز”، والفوازير، وآخر أغنية مسجلة بعد رحيله هى “كارت إرهاب” فى 2018، لحن وغناء مصطفى شرف.

 

من أهم محطات حياته اعتقاله فى عام 1966، بسبب أنه كان ضمن المعترضين على بعض ممارسات السلطة الناصرية، وظل فى المعتقل نحو 4 أشهر إلا أن ذلك لم يؤثر على محبته للرئيس عبدالناصر، حيث لعب سياسة من وراء ظهر الشعر، وهو سياسى محنك لكنه لا يتحدث فى السياسة أمام أحد تحت عنوان “المشهدية”.

 

كان أقرب الاصدقاء الى قلب الشاعر سيد حجاب الدكتور يحيى الفخراني والفنان القدير نبيل الحلفاوى، والنجمة الاستعراضية شريهان، صفاء الطوخى، فتحية العسال، والفنان القدير صلاح السعدنى ، ومن أقوى علاقات الصداقة في حياته كانت علاقته بـ الموسيقار عمار الشريعي، وكذلك على الحجار، والشاعر صلاح جاهين الذى أعتبره أستاذه قبل أن يكون صديق، أمل دنقل، عبد الرحيم منصور، بليغ حمدى، الذى كان يتأثر إلى درجة البكاء كلما رآه على “يوتيوب”.

 

تولى الشاعر سيد حجاب رئاسة الجمعية فى 2015 حتى رحيله وهو منصب شرفى تطوعى، وسعى خلال فترة توليه إلى تبنى التوثيق الإلكترونى وعدم الاعتماد على التسجيل اليدوى فقط، وتم تفعيل الفكرة مؤخراً، كما احتفلت الجمعية فى فترته بمرور 70 سنة على تأسيسها.

 

حصل الشاعر سيد حجاب على جائزة الدولة التقديرية، و رفض ترشيحه من المخرج خالد يوسف ومجموعة من المثقفين، بطرح اسمه لتولي منصب وزارة الثقافة فى فترة التعديلات الوزارية التى أعقبت ثورة يناير 2011، وكان شغله الشاغل كتابة كتاب عن شعر العامية، وكان يخطط للانطلاق من الكتابة عن صلاح جاهين وبديع خيرى الذى يحبه بشكل خاص، وكتب منه بعض الصفحات فى إطار دراسة، لكن المشروع لم يكتمل.

 

 

أقرب أعماله إلي قلبه قصيدة “تاتا خطى السبعين”، بدأ فى كتابتها عام 2010، وكانت 3 أجزاء بمناسبة اقترابه من سن السبعين، وكان من المفترض أن يكون هذا المشروع من 3 أجزاء “الحق.. الخير.. الجمال”، وانتهى من كتابة جزء “الحق” ولم يستطع كتابة الجزئين الأخيرين.

 

أصدرت هيئة الكتاب 7 دواوين، وكتب ونشر مئة أغنية درامية، منذ عام 1979م وحتى وفاته في 2017م، لذلك فهو يعد رائد الأغنية الشعرية الدرامية، التي راجت من بعده في العديد من المسلسلات التلفزيونية.

 

توفي الشاعر سيد حجاب في يوم 25 /1 عام 2017 عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع المرض

 

تقويم أم القرى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى