العيد النهارده وزمان
كتبت ريهام طارق
يعتبر عيد الفطر من أشهر الاحتفالات الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، إلا أن كل دولة تحتفظ بمجموعة من العادات والمظاهر التي تميز احتفالها، فالثابت منها أنهم اعتادوا ارتداء أزهى الملابس ويبدأون يومهم بصلاة العيد ويمارسون شعائرهم وبعدها ينطلق صوت «أم كلثوم» عبر المذياع بأغنية «ياليلة العيد آنستينا، وجددتي الأمل فينا ياليلة العيد».
وتحتفل الامة الاسلامية اليوم بأول أيام عيد الفطر المبارك ، ولكن في زماننا هذا اختلفت كثيرا مظاهر الاحتفال بالعيد مقارنة بالعصور الوسطى والحديثة، إذ كان احتفال المصريين بالعيد يبدأ بالصلاة وزيارة الأهل والتجول في المتنزهات، يعقبها خروج الوالي في موكب ضخم يجوب به البلاد، ويتم توزيع الحلوى على عامة الشعب، ولكن الآن وبسبب إيقاع الحياة السريع ، اختفت هذه المظاهر وجفت مشاعرنا واحساسنا بفرحة العيد، وكل مدي تزيد الفجوه بين الناس وتتباعد أكثر وأكثر واصبحنا نكتفي فقط بإرسال بعض الرسائل على التليفون المحمول، وغالبا ما نبخل بكتابه كلمات و نكتفي بإرسال صور عليها كلمات معايده.
ولذلك سآخذك عزيزي القارئ في رحلة تري فيها مظاهر الاحتفال بعيد الفطر كيف كانت في عصور مضت وتحكم بنفسك أيهما أفضل الآن أم زمان….
الاحتفال بعيد الفطر المبارك في الدولة الفاطمية
بدأت ظاهرة الأحتفال بالعيد منذ بدأت الدولة الفاطمية، وجعلها المصريين عادة سنوية، و استمرت آثار طقوس الاحتفالات بالعيد في عهد الدولة الفاطمية موجودة في مصر و الشام، وقد سبقت الدولة الإخشيدية الدولة الفاطمية في العناية بكعك العيد، حتى إن أحد الوزراء الإخشيديين أقر بعمل كعك قام بحشوه بالدنانير الذهبية، وأطلق عليه «أنطن له»، وتم تحريف الاسم إلى «أنطونلة» وتعد أشهر كعكة ظهرت في عهد الدولة الإخشيدية، ووصل اهتمام الفاطميين بالكعك إلى الحد الذى جعلهم يقيمون ديواناً حكومياً خاصاً عرف بـ«دار الفطرة»، كان يختص بتجهيز الكميات، يبدأ من شهر رجب وحتى منتصف رمضان استعداداً للاحتفال الكبير الذى يحضره الخليفة، وكانت ترصد لهذه الكمية ميزانية تصل إلى 16 ألف دينار ذهبي (زنة الواحد 4.25 جرام) وكانت مائدة الخليفة العزيز الفاطمي يبلغ طولها 1350 متراً، وتحمل 60 صنفاً من الكعك و«الغريبة».
احتفال الدولة العثمانية بعيد الفطر
وفي أيام الدولة العثمانية، كان يحتفل المصريون بعيد الفطر عقب صلاة الفجر لأول أيام العيد، حيث يصعد أمراء الدولة والقضاة في موكب ضخم إلى القلعة ثم يتوجهون إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون، داخل القلعة لأداء صلاة العيد ثم يصطفون لتهنئة «والى البلاد»، وفى اليوم التالي، كان «الوالي» ينزل للاحتفال بالعيد في «الجوسق» (لفظ يطلق على قمم المنشآت) المعد له بالميدان الرئيسي حيث يتم فرشه بأفخر الوسائد، ويهنئ الأمراء وكبار رجال المماليك .
بعد العيد مافيش كعك
هو أحد الأمثال الشعبية الشهيرة والمرتبطة بمباهج وفرحة عيد الفطر، والمقصود هنا أن العيد بدون كعك لا يكون عيداً
و الفراعنة هم أول من عرف الكعك حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة مثل اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير، وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض حتى وصلت أشكاله إلى 100 شكل نقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير “خميرع”، في الأسرة الثامنة عشرة بطيبة، ومن الصور المرتبطة بتراثنا مع نهايات شهر رمضان ، مشهد صاجات وصواني الكعك والبسكويت وهي تجوب الشوارع نهاراً وليلاً ويشير بعض المؤرخين إلى أن مصر كان بها أكثر من 53 نوعاً من الحلويات في العصور الوسطى.
العيدية
وتعتبر العيدية من أهم مظاهر الاحتفال عند الأطفال لصرفها في التنزه و شراء الحلويات والبالونات لتصبح «العيدية» إحدى السمات الأساسية للاحتفال بالعيد، كما ارتبط المصريين بالعديد من المظاهر المهمة للاحتفال بالعيد، منها الصلاة في الخلاء والتنزه في الأماكن العامة والحدائق وتناول الكعك والحلويات، فإنه يظل مرتبطاً لدى المصريين وتحديداً الأطفال بـ العيدية والتي بدأت من ملاليم السلطان حسين كامل، والملك فؤاد الأول والملك فاروق الأول، ومنها ايضا العملات المخرومة فئة 1 مليم أو مليمين خمسة أو عشرة مليمات مثقوبة سنة 1916، وسنة 1917 أو النكلة 2 مليم أو الربعة ونصف مليم، وتحمل صورة الملك فؤاد بالزي العسكري «التشريفة» والبرونزة نصف مليم للسلطان حسين كامل والملك فؤاد والملك فاروق، ومن بعدها جاءت العملات الفضية مثل القرشين والخمسة قروش والريال، ثم العملات النحاسية فئة المليم النحاس والخمسة والعشرة مليمات تحمل رأس أبوالهول والعملات الألومنيوم والنحاس التي تحمل صورة النسر أو صقر قريش، وكانت العيدية التي تحمل 5 قروش من أعلى المبالغ التي يمكن أن يحصل عليها الطفل كـ عيديه في العيد.