الشيخ مصطفى عبد الرازق أميرا لبعثة الحج المصرية.. وثيقة نادرة
الشيخ مصطفى عبد الرازق أميرا لبعثة الحج المصرية .. كانت مصر من أوائل الدول التي كانت تعيين مسؤولاً عن بعثات الحج وتطلق عليه لقب أمير الحج، ويعيش العالم الإسلامي هذه الأيام أفضل ايام التقرب إلى الله تعالى وهي موسم الحج الأعظم وأحياء سنن العشر الاوائل من ذي الحجة للحاج وغير الحاج.
وفي الماضي؛ كان يهتم ملوك ورؤساء الدول الإسلامية بإرسال بعثات الحج والاتمام على أحياء باقى شعائر العشر الاوائل داخل البلاد.
ويشير موقع الاول أن مصر كانت من أوائل الدول التي كانت تعيين مسؤولاً عن بعثات الحج وتطلق عليه لقب أمير الحج ، وقد حصل موقع الأول على وثيقة نادرة تعود إلى أكثر من 77 عام تفيد بتعيين أحد أعلام المنيا وشيوخها البارزين أميرا للحاج.
الشيخ مصطفى عبد الرازق أميرا لبعثة الحج
وتحكي الوثيقة التي حصل عليها الأول، والتي تعود لقبل خمسينيات القرن العشرين، لتعيين الشيخ مصطفى عبد الرازق ابن مركز بني مزار بمحافظة المنيا واحد أقطاب الأزهر الشريف أميرا لبعثة الحج عبر أمرا ملكيا صادر من الملك فاروق.
وأصدر الملك فاروق أمراً ملكياً بتعيين الشيخ مصطفى عبد الرازق أميراً لبعثة الحج في الحادي عشر من ذي القعدة سنة 1365، الموافق 6 أكتوبر عام 1946، برقم 58لسنه 1946 جاء كالتالي:-
( نحن فاروق الأول ملك مصر.. نظراً لقرب أداء فريضة الحج هذا العام ؛ ولما نعهده في الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الجامع الأزهر من الجدارة، وما له من عظيم المكانة؛ أمرنا بما هو آت:
1- تعيين الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الجامع الأزهر ، أميراً للحج في طلعة عام 1365
2- على رئيس وزرائنا تنفيذ أمرنا هذا).
كانت هذه الوثيقة النادرة ضمن أرشيف المؤرخ الراحل موفق بيومي في إطار التوثيق لتاريخ مديرية المنيا و عائلاتها و رجالاتها المعتبرين الذين آثروا و أثروا و منهم إن لم يكن من طلائع قوائمهم الشيخ الجليل الدكتور مصطفى باشا عبد الرازق .
الشيخ مصطفى عبد الرازق.. حياته
ولد الشيخ مصطفى حسن أحمد محمد عبد الرازق بقرية صفط أبو جرج ببني مزار بالمنيا عام1885، وكان والدة حسن عبد الرازق ممن تلقى تعليمة بالأزهر الشريف وذلك بعدما ألحقه والدة بكتاب القرية فحفظ القرآن وتعلم القراء والكتابة ثم أرسله والدة إلى الأزهر الشريف ليتم تعليمة، وإستطاع الحصول على شهادة “العالمية” من الأزهر وتم تعيينة مدرس في مدرسة القضاء الشرعي .
و سافر الشيخ مصطفى عبد الرازق إلى فرنسا لإتمام بعثته من الأزهر الشريف ، وهناك تنقل بين باريس وليون وإستطاع إن يتم رسالة الدكتوراة الخاصة به والتي تناولت إظهار مجهودات الإمام الشافعي بعنوان الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام)
وبعد عودة الشيخ من البعثة تم تعيينة بالمجلس الأعلى للأزهر الشريف وذلك في عهد السلطان حسين كامل ، ثم تمت ترقيتة في عام 1916ليصبح سكرتيرا عاما لمجلس الأزهر الشريف ثم ترقيتة مفتشا بالمحاكم الشرعية، فأستاذا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب وكان متفتحا في فكره وتعرض لعدة أزمات ف منهجه الفكري بعد دفاعه عن كتاب في الشعر الجاهلي وكان أبرزها أزمته مع الأزهر وبعض المتشددين بينما دافع عنه الأديب الدكتور طه حسين ، قبل أن يعين شيخا وإماما للأزهر الشريف عام 1945 وقام بعدت إصلاحات مهمة بالأزهر الشريف.
الشيخ مصطفى عبد الرازق .. مواقفه السياسية
كان للشيخ مصطفي عبد الرازق مواقف سياسية عديدة فهو لم يفصل الدين عن السياسة بحكمه شيخا بالأزهر الشريف بل أنه كان مساهما ومؤيدا لثورة 1919بل أنه كان مرشحا للسفر ضمن الوفد المرافق للزعيم سعد زغلول لحضور مؤتمر الصلح لعرض قضية مصر و المطالبة بإستقلالها رغم أنه كان من أعضاء الحزب “الديموقراطي” لكنه لم يسافر لظروف عائلية منعته من التواجد .
وأدت مواقف الشيخ السياسية وتأييدة لثورة 1919 لإصدار الملك فؤاد الأول ،حاكم مصر وقتها ، قرارا بتعيين مصطفي عبد الرازق مفتشا بالمحاكم الشرعية ، بغية إبعاده عن الأزهر الشريف حتي لا يتأثر الأزهريون بموقفه المؤيد للثورة .
الشيخ مصطفى عبد الرازق أول وزير أزهري للأوقاف
وفي عام 1938تم تعيين الشيخ مصطفي عبد الرازق وزيرا للأوقاف في وزارة محمد محمود باشا ، ثم صدر قرار بمنحة لقب الباشويه عام 1941ثم تم تعينه عدة مرات وزير للأوقاف في وزارات مختلفة.
مؤلفات الشيخ مصطفى عبد الرازق
ساهم فكر الشيخ مصطفي عبد الرازق المتفتح في جعله مؤسس المدرسة الفلسفية الإسلامية وقد ألف العديد من الكتب منها كتب (تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية ) – (فيلسوف العرب والمعلم الثاني) – (الدين والوحي والإسلام)، وساعد برنار ميشيل في ترجمة (رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده إلى الفرنسية .
وفاة الشيخ مصطفى عبد الرازق
توفي الشيخ مصطفي عبد الرازق في 15فبراير 1947وذلك عندما عاد في يومه هذا من عمله بمشيخة الأزهر وقت الظهيرة وشعر بإعياء بعدما صلي ركعتين ، ثم رقد علي فراشه مفارقا للحياة ، وقال عنه عميد الأدب العربي طه حسين “كان بارا سمح الطبع والنفس والقلب ”
كتب أحمد وجيه
