مهنة البيطار، وهي الحرفة التي تصارع من أجل البقاء، في ظل انتشار التكاتك وسيارات النقل، وعدم الحاجة إلى سيارات الكارو أو الحناطير والتي تقودها الخيول.
هذه المهنة، يقوم فيها البيطار بصناعة وتركيب حدوات الخيل والحمير، والحدوة توضع على كعب الخيل أو الحمير لمنع الاحتكاك بالسطوح الخشنة وللوقاية من المواد التي قد تسبب له الجروح.
ولجأ البشر إلى تركيب هذه الحدوات نظرا لأن الخيول لم تكن تستطيع التحرك في رمال الصحراء بسهولة، ومن هنا جاءت الفكرة في تصنيع هذه الحدوات وتركيبها في قدم الخيل، ومن هنا أيضا جاءت مهنة البيطار الذي يصنع ويركب الحدوات، بالإضافة إلى معالجته الخيول، وذلك قبل وجود مهنة الطبيب البيطري.
لم يعد الصبية يرغبون في تعلم هذه المهنة أو توارثها من أبائهم وأجدادهم، نظرا لعدم الإقبال عليها، وعدم اعتماد الناس على الخيل والحمير في الانتقال، ولهذا يمارس هذه المهنة قلة قليلة في محافظات مصر.
هذه المهنة أيضا لها مخاطر، ولذا فهي تحتاج إلى تدريب جيد لسنوات وخبرة طويلة وجسم قوي، ويشترط الحذر والحيطة عند ممارسة هذه المهنة، فمن الممكن ألا ينصاع الحصان لتركيب الحدوة على سبيل المثال، وهذا يتطلب من البيطار تهدئته وصرف انتباهه عما يفعل وإلا سيتعرض لأذى منه، فمن الممكن أن يركله بقدمه ويتسبب في إصابته إصابات شديدة أو عضه بأسنانه.
يقول مصطفى العزوني، بيطار، أن هذه المهنة لم تعد مثل السنوات الماضية، حيث أن استحداث وسائل النقل وتخلي المواطنين عن الخيل والحمير، جعل المهنة تنقرض، وكثير من الشباب لم يرغبوا في تعلمها، لافتا إلى أن تكلفة حديد الحدوة ارتفع عما سبق نظرا لارتفاع الحديد.
يضيف العزوني: ” انتقل من مركز لمركز ولمحافظات أخرى، وأقوم بأخذ مقاسات أقدام الحصان وتشكيل الحدوة من المعدن الرقيق، ثم يتم ثقبها بالسنبك وتثبيتها في أقدام الحصان بالمسامير بعد استخدام المبرد لتهيئة موضع الحدوة”.
ويستخدم البيطار أدواته التي يتنقل بها من مكان لمكان وهي عبارة عن شاكوش وسنبك وكماشة وكفة ومبرد وريشة قص حافر.
ويشير مصطفى إلى أن تكلفة الحدوة ارتفعت 50% تقريبا، وارتفاع التكلفة تسبب في ركود بالمهنة، ولكننا نتنقل من قرية لأخرى حيثما يكون الرزق.
