اعلن معنا الآن
مقالات

“أبوهلال”.. حكاية التاجر الذي أسس أشهر مناطق المنيا الشعبية

ابو هلال المنيا إسم أطلق على أحد أكبر مناطق محافظة المنيا الشعبية وليست داخل مدينة المنيا وحدها،  وتمتلك مدينة المنيا عددًا من المناطق التي إرتبطت أسمائها بأشخاص، وإكتسبت شهرتها عبر أسمائهم والتي أطلقت عليها تيمناً وعرفاناً بما قدموه أصحابها لأهالي تلك المناطق، حتى صارت تعرف بأسمائهم مثل “كدوان – حي شاهين – أبو هلال” وغيرها من المناطق.nnوربما لا يعرف العديد من سكان هذه المناطق أو أهالي المنيا بشكل عام أسباب تسمية هذه المناطق، وما السبب وراء إرتباط هذه الأماكن بهؤلاء الأشخاص، ومنها منطقة أبو هلال المنيا الواقعة جنوب مدينة المنيا ، والتي سنتعرف على حقيقة تسميتها بهذا الاسم عبر سطور موقع الأول.n

من هو ابو هلال المنيا .. أصل التسمية

nذكر المؤرخ موفق بيومي أنه في عام 1880من الميلاد، كانت هناك عزبة كبيرة تضم 30 أسرة من القصابين “الجزارين”، والعمال الذين كانوا يعملون بالسلخانة، كان يحاوطها بعض المزارع الصغيرة، كانت ضمن أملاك تاجر يدعى “أبو هلال”، والذي قرر بيع بعض الفدادين بثمن بخس “أقل من القليل” لهؤلاء العمال وأسرهم ، وبني عليها المشترون وأسرهم بيوتا صغيرة ومتواضعة.nnوأضاف بيومي: كانت هذه أول الأسر التي تسكن في هذه المنطقة، وعرفاناً بما قام به “أبو هلال” قرر السكان إطلاق إسمه على تلك المنطقة .n

السكان الأصليين لمنطقة أبو هلال المنيا

nكانت أرض بندر المنيا بشكل عام من مملتكات العائلات أصحاب الدوائر أمثال “سلطان باشا” و”شعراوي باشا” و”الماقوسي” وكانت أغلب الأراضي الزراعية مملوكة لعائلة الماقوسي، حيث كان يمتلك عبد الرحمن بك الماقوسي أبعدية تقدر بحوالي 3 آلاف فدان، كما تواجد “وابور عبد العال” -مكان أبراج الأطباء الحالي- وامتدت أرض بيت الماقوسي حتى عزبة عبد العال بك الجارحي، وكانت هناك أحواض زراعية بالمنطقة منها أحواض “الديس – النخل حلفه” نتيجة امتداد الأرض الزراعية حتى عزبة كدوان التي كانت في زمام أرض الماقوسي أيضاً، وكان هذا التقسيم قبل عام 1850من الميلاد، وخرجت منها منطقة “أبوهلال” الممتدة من شارع “بين الجناين” (الزخروفية فيما بعد) شمالا حتي عزبة كدواني جنوب وعزبة جارحي وقرية ماقوسة غرباً.n

عائلة  أبو هلال المنيا

nيروي الحاج “عباس الصعيدي” عميد عائلة الصعايدة بالمنيا إحدى أقدم العائلات التي سكنت منطقة أبو هلال في بدايتها، أن المنطقة كانت عبارة عن أراض زراعية ممتدة بداية من شارع “بين الجناين” (الزخروفية فيما بعد) شمالا حتي عزبة كدواني جنوب وعزبة جارحي وقرية ماقوسة غرباً، مؤكداً أن أول من قطنوا المنطقة هم أفراد من عائلة الحاج محمود أبو هلال من قرية ماقوسة، حيث كانوا قد تملكوا قطعة أرض بالمنطقة لأسرة “أبوهلال من عائلة الحاج محمود سالفة الذكر” والذي كان يعمل بالزراعة، وكانت هذه الأرض ملك آل هلال .nnويضيف “الصعيدي” لموقع الاول أن طبيعة منطقة أبو هلال كانت أراضي زراعية، ولم تكن منطقة سكنية في بدايتها، وباقي المنطقة كانت ممتلكات مقسمة إما أراضي تابعة للأوقاف أو لبعض الباشوات والبكوات من الإقطاعيين، وأملاك الدولة وسميت المنطقة بـ”أبوهلال” لكونهم أول أسرة سكنت في المنطقة، حيث بنى كلاً من “أحمد ومحمد أبو هلال” أول منازل المنطقة لتكن سكناً بجوار زراعاتهم،وكان لهم طاحونة بجوار الأرض كما كان هناك طاحونه اخري في الناحية الغربية من المنطقة هي طاحونة أبو سمعان(ابوهلال غرب حاليا)nn

أبو هلال المنيا
أبو هلال المنيا
n

بداية تكوين حي ومنطقة ابو هلال المنيا

nوعن بداية تكوين العائلات بالمنطقة، بحسب مجموعة من الأهالي الذين أكدوا ان المنطقة كانت تتكون من عدة عائلات لا تتعدي ٧ عائلات وبعض الأسر، كانت قد تملكت تلك الأراضي، منها ” ال هلال ال جاد السيد عائلة الصعايدة ال سليم عائلة الصيادين عائلة اولاد خلف ال عبدالرحيم ال خليل آل ابوخلف ال الحنبوصي ال مقار ال سنوسي ال عون “،وهنا ترتيب العائلات باقدامية السكن والتواجد طبقاً لما ذكره الأهالي.nn nnوكشف بعض أهالي المنطقة القدامى أن منطقة أبو هلال بالمنيا كانت تمتاز بالطابع “الريفي المتمدن” وكان يتمسك أهاليها بالأصالة الريفية والحداثة وذلك قبل دخول المنطقة في الحيز العمراني في منتصف السبعينيات ، حيث كانت المنطقة تتسم بادئ الأمر بالهدوء والعلاقات الاجتماعية التي يسودها الود والاحترام والمحبة ومراعاة حق الجار ومساعدة الآخرين ثم بدأ يتوافد علي المنطقة إعداد كبيرة من السكان مما جعل الأمور تختلف تبعاً للتطور الزمني والزيادة السكانيةn

امتداد منطقة أبو هلال المنيا

nتمددت المنطقة بدء من منطقة ابوهلال شرق حول السلخانة وعزبة جاد السيد وعزبة الفتح الإسلامي وعزبة اسكندر، وحي ابوهلال غرب بجوار طحونه ابو سمعان، ثم بدء يتوافد السكان حتي حقبة الثمانينيات والتي إقيمت خلالها مساكن(الايواء) ومدينة العمال والمهجرين، كما تم نقل عائلات وأسر كاملة ووضعها بمساكن الإيواء بالإضافة إلي نقل “عشش محفوظ” من مكانها الأصلي بجوار مستشفى الجامعة إلي داخل حي أبو هلال في مدة لا تقل عن 25عام، مما ساهم في تعدد الطبقات والسكان، حيث كان الموظفين المغتربين وكذلك الوافدين يقومون بشراء الأراضي وبناء المنازل مما أدى لتضخم المنطقة بالسكان، بسبب إنخفاض سعر المتر الذي كان يتراوح بين 70 إلي 100قرش وصولاً لـ ٣ جنيهات في بعض المناطق.nn nnساهمت الظروف الإقتصادية الصعبة، والظروف السياسية وظهور الحركات والجماعات، لظهور طبقات تتنافى في سلوكياتها مع حقيقه منطقة أبو هلال، بالإضافة لإنخفاض الأسعار في أواخر التسعينيات في تحويل منطقة أبو هلال من منطقة هادئة تتسم بمزيج بين الريف والحضر إلي أكبر مناطق المنيا الشعبية نتيجة لإحتضانها لغرباء المنطقة ، وصولاً إلي وضعها الجغرافي الحالي لتشكل عدة أحياء مثل ابوهلال شرق (السلخانة) وابو هلال غرب والتنظيم والإدارة وحي مكة وحي قباء ومدينة العمال والايواء والمناطق المتاخمة للكورنيش جنوب المدينةnn nnكتب أحمد وجيه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى