قلم الصحفي هو شخصيته وبصمته الخاصة التي لا يوجد منها نسخة أخرى
كتبت: ريهام طارق
الصحفي ما هو إلا رسول أمين يحمل رسالة مسؤول عن نشرها يحمل على عاتقهِ هموم الوطن ليعبر عنها بجرأة وصدق وحيادية ليصل بالحقيقة إلى القارئ دون تزييف.
مهنة الصحافة ما هي إلا أمانة وشرف وتتبع للمبادئ والقيم السامية والضمير المستيقظ.
والصحفي الطموح الذي يسعى إلى خلق بصمة خاصة به يجب عليه أولا أن يقوم بدور الوسيط بين الناس وبين ما يريدون، ويشاهد ويرصد كل ما يراه ويسجله في ذاكرته ليصبح مخزونه الذي يستعين به عند كتابته، وذلك بإتقان اللغة، وإستخدام الأدوات السهلة منها في الكتابة حتى يستطيع توظيف تلك الكلمات بالشكل الذي يخدم المقال بوضوح ودقة،
ليتسنى له أيضا أن يختار بين هذه الكلمة وتلك وما هو الأصح، واللجوء إلى استخدام التعبيرات الجمالية التي يوظفها في كتاباته ليجذب القارئ إليه، ويصل إلى تسلسل الأحداث بطريقة المشوقة والممتعة تنقل القارئ من عالمه إلى عالم الكاتب الخاص وتجعله ينفصل للحظاتٍ عن الواقع كأنه يعيش التجربة ذاتها ويحول حروفها الي فتاة جميلة تعزف على آلة هارموني مقطوعة موسيقية لتأخذه بعيداً فى رحلة لعالم من الخيال والمتعه.
ومن أبرز السمات الصحفي الناجح هو عامل الوقت، وحينما يكون العمل منظم يستطيع الصحفي أن ينجز عمله بشكل أسرع،
وإذا كان يريد أن يكتب حروف اسمه ضمن قائمة رواد الصحافة، يجب عليه أن يكون مبدعاً متجدد دائما، يتمتع بقوة الملاحظة، ويملك الحاسة السادسة للشيء الجوهري والأساسي للحدث، والقدرة على تشخيص الدلائل التي تقوده إلى إكتشاف الأخبار الهامة و الغوص عميقاً لإقتناص جوهر الأحداث وحقيقتها، وأن يعطي الأولوية للأهم ويدخر كل ما هو مميز ونادر لنشره في الوقت المناسب له،
متأهبا دائماً لردود الأفعال والمفاجآت القوية، لذلك عليك بالتمهل والتأمل والإحتمال الشديد للإجهاد العصبي الذي يتعرض له في العمل، وأن يحترم القوانين والقواعد،
حريصاً دائماً على مشاعر الآخرين،
يستند إلى دعامة واقعية مستمدة من الحقائق، ويتخلى عن التحيز ويتحلى بالحيادية ويكون على درجة كبيرة من الوعي والخلفية السياسية والاقتصادية والثقافية والتاريخية ومعرفة وافية بالتطورات الجارية داخل بلاده، وأهم ما يميز الصحفي الواعي حجم رصيده من المفردات اللغوية، وإجادة اللغة الأجنبية لأن هذا يزيد من ثروته الثقافية وتوسيع نطاق فرص عمله.
وأخيراً إذا كنت شخص طموحا تسعي إلي تحقيق حلمك وتحتل مكان هام وخاص داخل كيان صاحبة الجلالة
، كن مبدع، متجدد، والكتابة المثيره والمشوقه بعيداً عن التقليد والمكرر.
اجعل يا عزيزي قلمك هو انت، هو بصمتك الشخصية التي لا يوجد منها نسخة أخرى.