فرن بلدي وجِلة.. “البتاو” من خبز الفراعنة المقدس إلي الانقراض
يعتبر “البتاو” نوعًا مقدسًا من العيش في مصر، وفقًا لما ذكر في كتاب “الجبتانا”، وتعني كلمة “بتاو” بالهيروغليفي “طعام الآلهة”، ويرتبط الخبز بشكل أساسي بالحياة والعيشة في مصر، وهو يُشار إليه في المعاملات اليومية باسم “عيش”، ويوجد أكثر من 100 نوع من الخبز في مصر، ومن بينهم “البتاو”.
البتاو قريب من الانقراض..
ويكشف أن “البتاو” قريب من الانقراض، حيث أنه لم يعد يُخبز في بعض القرى المصرية، ومنذ 30 سنة، كان هناك حالتان فقط لأكل “عيش المخبز”، إما بسبب طبخ الملوخية الساخنة أو لدى الفقراء الذين لم يتمكنوا من العثور على “البتاو”، وفي الوقت الحاضر، يتم الاعتماد بشكل رئيسي على “عيش التموين”، والذي يُعتبر رخيصًا ومناسبًا في الظروف الحالية.
يتميز “البتاو” في المنيا بطعمه الفريد، ويختلف عن طعم البتاو الفيومي أو الأقصري أو السيناوي والبحري، وتتضمن مراحل عمل “البتاو” لدي الفلاحين طريقة طويلة تشمل زراعة وجني وطحن المحتويات بأنفسهم.
الفرن البلدي واستخدام الجِلة
ويوضح أن تحضير “البتاو” يتم من خلال خلط 4 أرباع دقيق شامي مع دقيق قمح والماء والملح والحياقة، ويتم عجن العجينة وخبزها بشكل مباشر في فرن بلدي، ولا يمكن خبز “البتاو” في فرن بوتاجاز، حيث أن التدخل في تفاصيل صناعته المعروفة منذ آلاف السنين باستخدام الطرق الحديثة سيؤدي إلى تدهور جودته، ولذلك يعتبر الفرن البلدي واستخدام الجِلة “روث مواشي” كوقود هما الأنسب لخبز “البتاو”.