![](https://youmgdeed.com/wp-content/uploads/2023/05/IMG-20230508-WA0006-600x470.jpg)
أمنية الريحاني ل
افصل الثانى
فى منزل مريم:
تجلس مريم على الطاولة وأمامها مجموعة من عيدان من الملوخية تقوم بتقطيعها ، يدق جرس الباب فتترك ما بيدها وتتوجه لفتح الباب، لتتفاجئ بحضور عادل ولم تنتبه لمن معه
مريم: كيف حالك يا عادل ، أخيراً إفتكرت إن ليك عمة تسأل عليها
عادل: آسف يا مريومة ، إنتى عارفة الإمتحانات ، الله ريحة الأكل حلوة وحشنى أكلك ، خالد فين؟
مريم : نايم ، كان سهران بيذاكر ، أدخل صحية
عادل: لا استنى ، انا معايا ضيفة
تنظر له مريم فى تساؤل قائلة: ضيفة ؟!
يجذب عادل يد فاطمة الواقفة بعيد فى خجل إلى الداخل قائلاً: ادخلى يا فاطمة
تنظر لها مريم ببعض الارتياح الذى تملك قلبها بعد أن رأتها ، ثم تنظر لعادل متساءلة : مين دى يا عادل؟
عادل: دى فاطمة يا عمتي ، بنت خالى عاصم
مريم: عاصم ؟!
عادل: أيوا خالى عاصم ، مستغربة ليه ، بصى بابا هيحكيلك كل حاجة لما يرجع من السفر، بس حاليا احنا محتاجينها تقعد عندك كام يوم ، لحد ما بابا يرجع ويشوف هيعمل معاها إيه
مريم: ووالدتك يا ابنى مش هتضايق لما تعرف إن بنت أخوها عندنا
نظر لها عادل نظرة هى وحدها تفهمها ، فنظرت فى شفقة إلى فاطمة الخافضة رأسها فى حزن ، تربت على كتفها فى حنان قائلة: أدخلى يا بنتى ، واعتبرى إن البيت بيتك ، وأنا مثل والدتك
فاطمة فى خجل : آسفة يا طنط ، لو هضايقكم ، بس أنا معرفش حد هنا و…..
مريم: لا يا بنتى ، إنتى هتنورينا ، وبعدين إحنا فى الأخر أهلك
لتوميء لها فاطمة رأسها وعلى شفتيها ابتسامة رضا ، يقطع حديثهم صوت قادم من الداخل قائلاً: ماما ، يا ماما ، يا حاجة مريم
تنظر فاطمة إلى الصوت ، لتجد شخص يخرج من الحجرة يفرك عينيه فى كسل من آثار النوم ، يفتح الشخص عينيه على صورة فاطمة ، فتتسع عينيه ناظراً إليها في دهشة قائلاً : مين دى؟
فى فيلا الصفدى:
تسير غالية فى الفيلا فى غضب واضح ، تدخل غادة الفيلا بعد حضورها من الجامعة ، لتجد والدتها على هذه الحالة، تنظر لها غادة في تساؤل قائلة: ماما مالك ، شكلك مضايق؟لتجيبها غالية قائلة: متشغليش بالك إنتى ، المهم أخوكى راح فين ؟
غادة: غالباً فى الجامعة
غالية: تمام ، اطلعي بدلي هدومك ، ونتكلم في وقت آخر
ونعود لمنزل مريم ، يفرك الشخص عينيه فى كسل ، ليفتحهما على صورة هذا الملاك الواقف أمامه ، يظل ينظر أمامه فى دهشة ، وشعر للحظة وكأنه يحلم ، أحس وكأن هذه الفتاة الواقفة أمامه والتى لم تتعدى الإثنى عشر عاما تجذبه إليها ببراءتها ، شعر وكأنها خطفت قلبه ، ظل ينظر إليها فى فضول ودهشة، وهى لم تستطع أن تمنع نفسها أن تبادله نفس النظرات ، ليقطع نظراته قائلاً: مين دى؟
تشير له مريم على فاطمة قائلة: تعالى يا خالد ، دى فاطمة ، بنت خال عادل
(خالد حسن شاب فى كلية الهندسة فى السنة النهاية ،عمره 21 عام، وهو ابن عمة عادل )
يتحدث خالد ومازالت عيناه على فاطمة : بنت خالك إزاى يا عادل ، أول مرة أعرف إن ليك بنت خال
عادل: دى بنت خالى عاصم ، قصة كبيرة هنفهمها كلنا لما بابا يرجع إن شاء الله من السفر
شعرت فاطمة بالخجل من نظرات خالد لها فأخفضت عينيها إلى أسف ، ليقترب منها خالد مرحباً بها: أهلا يا فاطمة ، أنا خالد ، ابن عمة عادل
لتجيب فى تردد قائلة: أهلا بحضرتك
فى فيلا الصفدى:
تجلس غالية مع غادة تقص عليها ما حدث مع فاطمة ، لتجيبها غادة قائلة: بقى هو ده سبب ضيقك؟
غالية: واللي قولته دا ميضايقش حد، إنتى فاهمة يعنى إيه بنت عاصم ترجع، أولا إحنا كلنا وقفنا أدام جوازة خالك من زوجته دى ، يقوم يبعت بنته ، ومنتظر إننا نرحب بيها ونخدها فى حضننا، ثانياً معنى إن بنت عاصم ترجع فى الوقت ده ، يبقى الحسابات هتتفتح ، وممكن يبتدوا يسألوا عن ميراث عاصم من جدك ، ويعرف ساعتها إنى وضعت إيدى عليه ، وإن جدك محرموش من الميراث ، دا غير إن مستحيل أقبل إن بنت زى دى تاخد من فلوس عيلة الحديدى
غادة: إيه كل المشاكل دى ، الموضوع أبسط من كده ، حضرتك بتقولى إنها طفلة مكملتش 15 سنة ، حتى خالى عاصم متعرفيش هو فين ، هو بعتها وخلاص ، والله أعلم هو هيرجع ولا لا ، مفيش سبب للضيق
تنظر لها غالية بعد تفكير قائلة: تفتكرى ؟
غادة: أكيد ، طول ما هى بعيد ، وملهاش حد تستقوى بيه ، الموضوع هيبقى فى إيدينا ، هى فين حالياً؟
غالية: معرفش، أنا طردتها .
غادة: خلاص يبقى انسى الموضوع وكأنه لم يكن
تنظر غالية فى الفراغ وتفكر فى كلام غادة لها
فى منزل مريم:
يجلس الجميع على طاولة الطعام يتناولون الغداء
عادل: الله ، وحشتنى أكلك يا عمتي
مريم: بالهنا والشفا يا حبيبى
ينظر خالد إلى فاطمة التى تعبث فى طبقها فى شرود دون أن تتناول أى شيء قائلاً: مبتاكليش ليه يا فاطمة؟
انتهت فاطمة لحديثه قائلة: ها ، أنا باكل.
مريم: بتاكلى فين يا حبيبتى، من ساعة ما قعدتى مكلتيش تماماً.
ليقاطعهم عادل بمرحه المعهود : لا يا بطة لازم تاكلى ، دا أنتى من عيلة الحديدى .
تبتسم له فاطمة إبتسامة باهتة
نظر خالد إلى فاطمة ، أو بمعنى أصح لم يستطع أن يبعد عينيه عنها ، لتنتبه فاطمة لنظراته فتخجل
لتسأله مريم في استنكار عن سبب نظراته لفاطمة ليجيبها قائلاً: شبهها بالظبط
تنظر له فاطمة فى دهشة قائلة: شبه مين ؟
لتقطع حديثهما مريم قائلة فى حزن: قصده إنك شبه علا بنتى
وتنظر لخالد قائلة: عشان كده نظراتك عليها من ساعة ما دخلت ، عندك حق ، هى فعلا شبهها
تسألها فاطمة في تعجب قائلة: هو حضرتك عندك بنت؟
تومأ لها مريم رأسها فى حزن قائلة : علا بنتى ، الله يرحمها ، كانت فى سنك تقريبا
ننظر لها فاطمة فى حزن قائلة: أنا آسفة ، الله يرحمها ، ماتت إزاى؟
مريم: عملت حادثة ، وهى خارجة من المدرسة صدمتها عربية السنة اللي فاتت
خالد: إنتى فعلا شبهها أوى ، حتى فى براءتك اللي تخطف قلب اللي أدامك
فاطمة: شكراً لحضرتك
خالد: لا حضرتك إيه ، قوليلى يا أبيه ، أبيه خالد
فاطمة: حاضر يا …..أبيه خالد
فى فيلا الصفدى:
يدخل عادل الفيلا ليجد والدته فى إنتظاره قائلة: كنت فين يا عادل؟
عادل: كنت فى الجامعة، ونسيت تليفوني هنا وقت شجارك مع البنت اللي كانت هنا، هي راحت فين؟
لتجيبه غالية قائلة: متشغلش بالك ، اطلع أنت بدل ملابسك وأنا هقولهم يجهزوا الغدا
عادل: لا غدا إيه ، أنا أكلت أحلى اكل
تنظر له غالية في استنكار قائلة: أكلت فين إن شاء الله؟
ليجيبها فى إرتباك قائلاً : ها ، أكلت مع صحابى ، سندوتشات يا ماما
يصعد عادل السلم متمتماً فى نفسه في مرح: كنت هتكشف واتعاقب بالكرباج الملكي
فى المساء:
كان خالد يذاكر فى غرفته ، فشعر ببعض الإرهاق ، فقرر أن يأخذ قسطاً من الراحة ويتوجه للمطبخ لإعداد كوباً من الشاي ، وفى طريقه إلى المطبخ لفت إنتباهه وجوده فاطمة فى الشرفة تنظر إلى الطريق فى شرود ، وقد لمعت حبات الدموع فى عيونها ، ليقطع شرودها قائلاً: مساء الخير يا فاطمة
تفزع فاطمة من صوته ، وتنتفض ، ليحاول تهدئتها فتنظر له فى خجل : أنا آسفة يا أبيه خالد ، أنا بس اتفزعت
خالد: أنا اللي أسف إنى دخلت عليكى فجأة، كنتى بتفكرى فى إيه؟
نظرت له فاطمة دون أى رد منها ، فأكمل حديثه قائلاً: أنا مش قصدى أتطفل عليكى يا فاطمة ، أنا بس شوفتك قاعدة شاردة وشكلك حزين ، فحبيت أطمن
عليكى ، لكن لو مش عايزة تتك…..
تقاطعه فاطمة قائلة: أنا خايفة
ينظر لها خالد فى دهشة قائلاً: خايفة ؟! خايفة من إيه يا فاطمة؟
يتبع……